من انتخابات النواب إلى مصير حكومة مدبولي.. مشادة حامية منتصف الليل بين مصطفى بكري ومجدي الجلاد تكشف كواليس مثيرة
شهدت حلقة أمس الأحد من برنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة MBC مصر، مشادة حامية بين الكاتب الصحفي مصطفى بكري، والكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة «أونا» للصحافة والإعلام. وقد تناول النقاش قضايا الانتخابات البرلمانية وميزانية افتتاح المتحف المصري الكبير، وسط تبادل وجهات نظر ساخنة بين الطرفين.
وبدأ الكاتب الصحفي مصطفى بكري، حديثه بأن «البعض كان يتجاهل حدث افتتاح المتحف المصري الكبير ويتجاهل فلسفة هذا المتحف وضرورة تسويقه عالميا»، مضيفا أن «كل التقديرات تشير إلى أنه على الأقل هناك 5 ملايين سائح سيأتون مصر كل عام ليزوروا هذا المتحف الذي يضم أكثر من 100 ألف أثر تاريخي وهذه الرسالة وصلت للعالم كله، فقد اهتمت 200 قناة تليفزيونية بإذاعة الحدث على الهواء، فضلا عن حضور قادة وزعماء من كل الدول، فالحدث الإعلامي كان مبهرا للغاية».
وقال بكري، «إن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت رسالة للعالم أجمع بأن مصر أرض الحضارة وتمد يدها للسلام دوما وهي قادرة بالفعل على إيجاد تواصل فكري وثقافي مع كل دول العالم، وأظن أن الحديث على ضرورة توفير التكاليف بالطبع.. نحن متعاطفون مع هذا ولكن هذه رسالة أيضا لا تقل عن أي رسالة أخرى، فاليوم تقول للعالم: أنا بعمل متحف ضم كل آثار مصر، أنا بقول للعالم هذه هي مصر التي تواكب التطور»، معقبا « مصر الحديثة تستدعي التاريخ لتقول أنا هنا ليس بمنطق التغني بالتاريخ فقط ولكن أيضا برؤية المستقبل».
ومن ناحيته، أوضح الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة «أونا» للصحافة والإعلام أن مصر لديها منتج لا يوجد في العالم لذا ما تم صرفه هو ميزانية التسويق، مضيفا: «أنا بقول للعالم كله إن المتحف المصري الكبير الذي يضم أكبر مجموعة آثار فرعونية 105 آلاف قطعة تقريبا معمولة على نصف مليون متر وتكلفة ضخمة جدا من أجل المكانة والسياحة لذا أنا دفعت ميزانية تسويق في هذا الحدث الضخم علشان يدخل لي من السياحة أضعاف أضعافه وفي نفس الوقت لدي 5 ملايين سائح سنويا لهذا المتحف».
وأشار الجلاد إلى أنه تم استخدام ورقتين مهمتين واصفا هذا بأنه «تصرف شرعي »، الأول: أنك تظهر مكانتك للعالم أنك قادر على إنشاء متحف بهذا الشكل، فضلا عن وجود التاريخ والحضارةـ، والثاني: ستكون رسالة للعالم أجمع أنه مع افتتاح المتحف وهذا سنقوم بعمل حملات لاسترداد القطع الأثرية الثمينة في العالم.
الديموقراطية في الانتخابات
وردا على اتهامات الإعلامي عمرو أديب بأنه لا توجد ديموقراطية حقيقية في الانتخابات والنتيجة محسومة، قال الإعلامي مصطفى بكري: «أظن أن هذا الكلام يقال لو أن هناك عددا محددا من المرشحين وهينجحوا كلهم لكن عندما يكون هناك 2000 مرشح مستقل وفي كافة الدوائر الانتخابية وعندي قائمة تجمع بين 12 حزب سياسي علاوة عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لهم تواجدهم في الشارع قعدوا مع بعض واتفقوا على برنامج عمل وبرنامج سياسي ورؤية تنظيمية برلمانية كيف يمكن تطبيق ما نص عليه الدستور في هذه القائمة».
وأضاف: «لدي في قائمة شمال الصعيد 102 شخص، و51 امراة و 27 من الأقباط وذوي الهمم والشباب والعمال والفلاحين فالمتبقي 24 شخص يكونوا في إطار الشخصيات العامة والتكنوقراط والقضاة الموجودين لذا تطبق نص دستوري شمل الفئات المتميزة».
وشدد «بكري» على أنه رجل مستقل ولم يدخل أي حزب سياسي، مشيرا إلى أنه يخوض بصفة مستقل في خامس دورة للبرلمان ضمن القائمة في إطار توجه وطني عام لتمثيل كل القوى السياسية داخل البرلمان.
وشرح «بكري» كيف يسير النظام الانتخابي وفقا للمادة 102 من الدستور، قائلا: «الدستور أوجد نظاما انتخابيا في المادة 102 وأعطى الحرية لعمل القائمة إما أن تكون نسبية أو مطلقة أو مختلطة».
وتابع: «يوجد 50% فردي يعني 284 صوتا بخلاف الذين سيعينهم الرئيس التي تصل نسبتهم إلى 5% متمثلة في 28 شخص، ويوجد 284 في القائمة، وحاليا يوجد 2000 مرشح في الانتخابات التي تشرف عليها هيئة قضائية نتيجتها ستعلنها الهيئة الوطنية للانتخابات وليس وزارة الداخلية كما كان سابقا وهذا نص جديد في دستور 2014».
ودخل بكري في نقاش حاد مع الجلاد، حول تشكيل البرلمان المقبل، مؤكدًا أن الدولة حريصة على تعددية الأحزاب وتنوع الآراء في مجلس النواب المقبل، وأنه لا يعلم مصدر معلومات الجلاد، حول تشكيل البرلمان المقبل.
وكان الجلاد، قد هاجم نظام القائمة المطلقة واصفا إياه بأنه نظام لا يصلح مع النموذج المصري، مفسرا ذلك بأنه لا توجد أحزاب حقيقية في مصر على الإطلاق، مضيفا: والدليل على ذلك أن الأحزاب خلقت من أجل المنافسة وهذا يوجد في العالم أجمع، ولم تخلق الأحزاب لتكون موالاة».
وأشار الجلاد، إلى أن أحزاب مثل: «مستقبل وطن» و«حماة وطن» و«الجبهة الوطنية» و«الشعب الجمهوري»، أصبحت أحزاب موالاة للسلطة التنفيذية، ورئيس الدولة في مصر على رأس السلطة التنفيذية طبقا للدستور، والحكومة سلطة تنفيذية ولكي تتوازن الأمور لا بد من وجود سلطة تشريعية أمام التنفيذية لمراقبتها ومحاسبتها، وحاليا البرلمان يتم تشكيله من أحزاب موالية للسلطة التنفيذية، فما هذا المنطق؟
ورد بكري على اتهامات الجلاد، موضحا أنه من سنة 1976 كان هناك نظام برلماني، وكان يوجد لدينا مجموعة أحزاب يمين، وسط، ويسار، وهذه الأحزاب مضت في مسيرة حتى ما هو الآن، فهناك حزب مثل «مستقبل وطن» لديه قواعد تنظيمية في كل مكان ويقوم بعمل مشروعات اجتماعية ولديه رؤية سياسية فلا يمكن تصنيفه كأنه حزب موالاة بقدر ما هو خط دفاع عن الدولة الوطنية المصرية خاصة في الظرف الحالي، مشيرا إلى أن مصر تواجه تحديات ضخمة جدا ومستهدفة فلا بد من القوى السياسية أن يكون لديها خطوط حمراء في التعامل لمساندة مؤسسات الدولة، فلا يمكن التغاضي عن ما يحدث في الجنوب والغرب في ليبيا والشمال الشرقي، ولا يمكن التغاضي عن أن قوات الدعم السريع دخلت دارفور واستولت عليها وأصبحت على حدودنا.
وأشار بكري إلى أن نظام الانتخابات بالقائمة المطلقة، هو تنفيذ للدستور، خاصة أن القائمة النسبية ثبت فشلها في الماضي.
وأوضح أن المواطن المصري هو صاحب القرار النهائي في ترشيح مَن يراه صالحًا ويعبر عن مصالحه، مؤكدًا أن ما يحدث هو تحالف انتخابي وليس سياسيا، وهناك فرق كبير بين الاثنين، وأنه في مقابل القائمة الوطنية، نشهد أيضا أكثر من 2000 مرشح على النظام الفردي في الانتخابات المقبلة.
ووجه الجلاد سؤال لـ بكري، قائلا: كيف تضم القائمة أحزاب الموالاة والمعارضة؟ ليرد بكري، قائلا: «لما أدي الفرصة وفقا لما نص عليه الدستور في المادة 102.. لما أدي الفرصة لأحزاب أخرى أن تشكل جبهة سوية الوفد التجمع مع المصري الديموقراطي مع مستقبل وطن مع حماة وطن، وعندي 12 حزب بالإضافة إلى التنسيقية لما الناس دي تجتمع مع بعض من أجل تمثيلها في البرلمان».
ووجه عمرو أديب سؤالا لمصطفى بكري: كيف نعرف الفرق بين صوت المعارضة في 2005 والآن؟ ليقول بكري: «في 2005 كانت توجد ظروف سياسية معينة مع وجود حالة من الاستقرار واحتقان مجتمعي ولكن كان الوضع العام الاستراتيجي مستقر، وبعد ما جاءت جماعة الإخوان وبعد ثورة الثلاثين من يونيو وبعد إعلان خارطة المستقبل تم تشكيل برلمان رغم أن البعض حذر من وجود برلمان في هذه الفترة لأننا كنا نواجه الإرهاب ورغم ذلك جاء برلمان قوي مدافع عن الدولة يختلف في كثير من الأمور مع الدولة وكنا نرى ما يحدث في برلمان 2015 من معارضات شديدة»، مؤكدا أن« الاختلاف مع النظام والحكومة موجود».
وأكد بكري، أن الدولة المصرية في اللحظة الراهنة يهمها برلمان قوي ومتنوع ومتعدد سياسيا، وقائمة تضم كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي تعكس ما نص عليه الدستور في الفئات المتميزة مثل تمثيل المرأة بنسبة 25%.
وتطرق بكري، للحديث عن فكرة التوريث البرلماني، موضحا أن «هناك بعض الأمور التي تصطدم مع الدستور، فمثلا مبدأ التوريث البرلماني وهذه ثقافة مصرية، ففي عام 1824 منذ أن أنشأ محمد علي المجلس الكبير فكان يوجد اثنان من العائلة الأباظية وهما حسن أباظة وبغدادي أباظة واستمروا»، مضيفا: «وفي برلمان 1957 بالرغم من وجود اختلاف في الوضع السياسي والاجتماعي، إلا أنه كان يوجد أيضا وجيه أباظة وحسن فضل أباظة وعبد العظيم سليمان أباظة وحتى في برلمان الإخوان كان يوجد هاني أباظة أيضا، وفي 2015 كان يوجد ثلاثة من عائلة الأباظية أيضا منهم هاني أباظة وأحمد أباظة وممدوح حسين وجيه أباظة»، مستطردا: «نأتي في عائلة أخرى من عائلة أبو سحلي كان نفس الأمر فهذا موجود في الثقافة المصرية، فاليوم عندما نختار فإننا نختار نائب له مواصفات ورجل وطني وليس متآمر على الدولة
هل هناك رئيس وزراء وحكومة جديدة بعد انتخابات البرلمان؟
وتوقع مصطفى بكري أنه ستكون هناك وزارة جديدة، موضحا أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الحالي أدى دورا متميزا ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، مشيدا بأدائه ونزاهته.
وأشار إلى أن 8 سنوات تكفي كرئيس وزراء ويمكن أن ينتقل إلى أي مكان أخر ونستفيد من خبرته، وهذا لا يقلل من أدائه ودوره وتفانيه في عمله.












