عاصفة استقالات تضرب حزب “الجبهة الوطنية” في سوهاج.. خلافات داخلية تهز صفوف الحزب بالمحافظة

شهدت الساعات الماضية موجة استقالات جماعية داخل حزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج، بعدما أعلن عدد من قيادات الحزب وأمنائه في المراكز المختلفة، أبرزهم في طهطا والمراغة وسوهاج، تقديم استقالاتهم رسميًا اعتراضًا على ما وصفوه بـ"توجهات لا تعكس مبادئ الحزب ولا تمثل آمال المواطنين".
وتشير مصادر حزبية إلى أن هذه الاستقالات جاءت بعد خلافات داخلية حادة حول طريقة إدارة العمل التنظيمي والسياسي داخل الحزب في الفترة الأخيرة.

بداية الأزمة: استقالة قاسم فتحي من أمانة طهطا

بدأت الأزمة بإعلان قاسم فتحي، أمين أمانة الصحة والسكان بحزب الجبهة الوطنية في مركز طهطا، استقالته رسميًا من عضوية الحزب.
وجاء في نص استقالته – التي نُشرت على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” – أنه لم يعد يشعر بأن الحزب يُعبّر عن موقفه كمواطن حر، قائلاً:

“أصبحت أشعر أن التوجهات الحالية لا تعكس ما كنت أطمح إليه... لم أعد أشعر بأن موقفي داخل الحزب يتيح لي التعبير عن رأيي أو المساهمة بشكل فعّال كما كنت أطمح.”

كما وجّه تحية تقدير لكل من اللواء صلاح شوقي عقيل، أمين الحزب بسوهاج، والعمدة طارق سليمان، مؤكّدًا احترامه لهم رغم قراره بالانسحاب الكامل من العمل الحزبي.

تضامن واستقالات متتابعة

لم تمر ساعات على إعلان استقالة قاسم فتحي حتى أعلن محمد جلال أبو سراح، عضو هيئة مكتب الحزب بمحافظة سوهاج، تقديم استقالته تضامنًا مع اللواء صلاح شوقي عقيل.
وكتب أبو سراح عبر صفحته الرسمية منشورًا جاء فيه:

“نعلن تضامننا الكامل مع اللواء صلاح شوقي عقيل، ومع كل من يعمل من أجل قيم الحزب التي عرفناها يومًا. ما يحدث الآن لا يمثلنا، ولا يعبر عن مبادئنا الوطنية.”

وأشار إلى أن الحزب ابتعد عن خطه الوطني الذي وُلد عليه بعد عام 2010، مؤكدًا أنه لم يعد ينسجم مع “المشهد السياسي الحالي الذي لا يخدم الحياة الحزبية”.

استقالة رسمية من أمانة المراغة

كما تقدم محمد عمران الشريف القاضي، أمين أمانة المراغة، باستقالة رسمية موجهة إلى رئيس الحزب الوزير عاصم الجزار في القاهرة، أعرب فيها عن اعتراضه على السياسات الجديدة داخل الحزب.
وجاء في نص استقالته:

“أرفض أن أكون شاهدًا على اختيارات لا تعبّر عن إرادة القواعد الحزبية، ولا تتماشى مع مبادئ الجبهة الوطنية التي التحقت بها لإعلاء مصلحة الوطن.”

الاستقالة التي تم تداولها على نطاق واسع، وصفت بأنها ضربة قوية لهيكل الحزب التنظيمي في سوهاج، خاصة بعد أن أكدت مصادر مطلعة أن هناك استقالات أخرى مرتقبة في مراكز مختلفة بالمحافظة.

ردود فعل حزبية ومطالب بالمراجعة

مصادر داخل الحزب في القاهرة أكدت أن القيادة تتابع ما يجري في سوهاج عن كثب، وسط مطالبات من أعضاء بالحزب بإجراء مراجعة شاملة للسياسات التنظيمية وإعادة تقييم أسلوب الإدارة داخل المحافظات.
وأكد بعض الأعضاء أن موجة الاستقالات الأخيرة تمثل “جرس إنذار خطير” يستوجب إصلاح المسار قبل تفاقم الأزمة.

تحليل الموقف

المراقبون يرون أن هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الحزبية المصرية حراكًا داخليًا متزايدًا استعدادًا للانتخابات المقبلة، حيث تسعى العديد من الأحزاب لإعادة ترتيب صفوفها.
ويرجح أن تكون الخلافات حول آليات الترشيح والمواقع التنظيمية السبب الرئيسي في تفجّر الأزمة داخل الجبهة الوطنية بسوهاج.