الرئيس اللبناني في الأمم المتحدة – ”أتحدث عن السلام وبعض أهلي يُقتلون”

في كلمة مؤثرة أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استهل الرئيس اللبناني جوزيف عون خطابه بعبارة لافتة: "أتحدث عن السلام وبعض أهلي يُقتلون"، قبل أن يختمه بالعبارة نفسها، في رسالة محمّلة بالرمزية تعكس عمق معاناة لبنان وتحدياته الراهنة.
لبنان بين السلام وخطر التطرف
أكد عون أن نجاح لبنان يشكل نموذجًا يحتذى به عالميًا، بينما سقوطه يعني أن البديل سيكون التطرف. وشدد على أن اللبنانيين متمسكون بوطنهم ولن يتخلوا عنه، معتبرًا أن دعم المجتمع الدولي للبنان واجب إنساني وأمني، لأن استقراره يُمثل سدًا أمام تمدد الأيديولوجيات المتطرفة.
التعافي الاقتصادي
أشار الرئيس اللبناني إلى أن بلاده شرعت في تنفيذ برنامج متدرج للتعافي الاقتصادي، مؤكدًا أن الإصلاحات قيد التطبيق رغم صعوبتها. وأضاف أن لبنان يسعى لتجاوز محنته الاقتصادية من خلال التعاون الدولي وضمان الاستثمارات التي تساعده على النهوض مجددًا.
الوضع في الجنوب والنزوح
سلّط عون الضوء على حالة عدم الاستقرار في جنوب لبنان، معتبرًا أنها تهدد السلم الإقليمي وتفاقم أزمات الداخل. كما لفت إلى أن بلاده تعاني من أكبر موجة نزوح في التاريخ نسبةً إلى عدد السكان، في إشارة إلى أزمة اللاجئين السوريين التي ترهق البنية التحتية اللبنانية وتثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
الجيش اللبناني والمسؤولية الدولية
طالب الرئيس اللبناني بتأمين الإمكانيات والمقدرات اللازمة لدعم القوات المسلحة اللبنانية للدفاع عن السيادة الوطنية. وقال بوضوح: "لبنان لا يطلب امتيازًا، إنما مسؤولية دولية"، في دعوة للمجتمع الدولي للاعتراف بدور الجيش كركيزة أساسية لاستقرار الدولة.
التعاون مع سوريا
أكد عون أن بيروت تسعى إلى علاقة تعاون مع سوريا تتجاوز أعباء الماضي وتصب في مصلحة الشعبين، مع إصراره على أن هذا التعاون سيكون مدخلًا لحلول أوسع للأزمات المشتركة.
السياق الدولي
تأتي كلمة الرئيس اللبناني في وقت تشهد فيه الجمعية العامة نقاشات معمقة حول ملفات شائكة أبرزها:
-
الحرب في غزة.
-
الأزمة الأوكرانية.
-
الاعتراف الغربي المتزايد بدولة فلسطين.
-
الملف النووي الإيراني.
وتُعقد المناقشات تحت شعار: "معًا بشكل أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان".
دعوة لدعم لبنان كخط دفاع أمام التطرف
رسالة الرئيس اللبناني جوزيف عون أمام الأمم المتحدة حملت بعدًا إنسانيًا وسياسيًا في آن واحد. فهي دعوة لدعم لبنان كخط دفاع أمام التطرف، ونداء لتأمين مقومات النهوض الاقتصادي، ورسالة أمل بأن استقرار لبنان ليس شأنًا داخليًا فحسب، بل قضية دولية تهم الأمن والسلم في المنطقة والعالم.