ترامب يعلن ”استسلام الحوثيين” ووقف الضربات الأمريكية في اليمن.. والحوثيون يردون بتصعيد ضد إسرائيل

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أن الحوثيين في اليمن "استسلموا" للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الجماعة أبلغت واشنطن بنيّتها وقف القتال، وتعهدت بعدم استهداف السفن مجددًا، مما دفع الولايات المتحدة إلى إيقاف الضربات الجوية على الفور.
وقال ترامب في تصريحات أدلى بها من المكتب البيضاوي:
"لقد أُعلن لنا أن الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن... وسنحترم ذلك. وقد قالوا إنهم لن يفجروا السفن، وهذا هو الهدف الأساسي من عملياتنا هناك".
وقف فوري للضربات الأمريكية
وأشار ترامب إلى أن القرار الأمريكي جاء بعد إشارات إيجابية تلقاها من قيادة الحوثيين، مؤكدًا أن واشنطن ستوقف القصف الجوي في اليمن بشكل فوري، في خطوة وصفها بأنها تمهّد لإعلان سياسي "مهم جدًا" سيصدر قبل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية والإمارات وقطر.
وأكد أن الإعلان القادم سيكون "واحدًا من أهم القرارات في السنوات الأخيرة"، دون أن يفصح عن مضمونه، وسط تكهنات بأنه قد يتعلق باتفاقات سياسية جديدة أو توسع في "اتفاقيات أبراهام".
الحوثيون يردون: مستمرون في القتال ضد إسرائيل
في المقابل، نفت جماعة الحوثي تصريحات ترامب جملة وتفصيلًا، مؤكدين أنهم "ماضون في خياراتهم التصعيدية ضد إسرائيل"، ردًا على الغارات الجوية التي استهدفت مواقعهم في صنعاء والحديدة.
وجاء الرد الحوثي بعد يومين من ضربات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت منشآت عسكرية ومدنية، من بينها:
-
مطار صنعاء الدولي
-
قاعدة الديلمي الجوية
-
مصنع إسمنت عمران وباجل
-
محطات كهرباء في ذهبان، حزيز، وعصر
-
مجمع ألوية الصواريخ في فج عطان
-
ميناء الحديدة الذي خرج عن الخدمة كليًا
وقد أدت تلك الغارات إلى خسائر فادحة في البنية التحتية، وتدمير مخزونات وقود ومعدات صناعية، ضمن عملية عسكرية واسعة تُعرف باسم "اليد الطويلة" التي تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين.
خلفيات التصعيد: البحر الأحمر ومحور المقاومة
وتأتي هذه التطورات في خضم حرب مفتوحة منذ نوفمبر 2023، شنت خلالها جماعة الحوثي هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على سفن تجارية ومصالح إسرائيلية في البحر الأحمر، زاعمة أن تلك العمليات تأتي "نصرة لغزة"، ضمن ما تسميه الجماعة بـ"محور المقاومة" بقيادة إيران.
وقد اعتبرت واشنطن وتل أبيب تلك الهجمات تهديدًا مباشرًا لحركة الملاحة الدولية، ما دفعهما إلى شن ضربات مشتركة ضد مواقع حوثية في اليمن.
تصريحات ترامب: مبادرة دبلوماسية أم مناورة سياسية؟
رغم إعلان ترامب عن "استسلام الحوثيين"، لم تصدر الجماعة أي بيان رسمي يؤكد التهدئة أو يعكس تغييرًا في نهجها القتالي، ما أثار شكوكًا واسعة حول خلفيات التصريحات الأمريكية.
ويرى محللون أن ترامب يسعى إلى تهدئة إقليمية مؤقتة قبل جولته الشرق أوسطية المرتقبة، خاصة في ظل تصاعد التوتر في غزة واليمن ولبنان، مما يعزز التكهنات بإمكانية طرح مبادرة أمريكية لتوسيع اتفاقيات السلام أو احتواء حلفاء إيران.
الفجوة تتسع بين الخطاب السياسي والواقع الميداني
في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الأمريكي عن استسلام وتهدئة، تتحدث الوقائع على الأرض عن تصعيد عسكري خطير، واستمرار المعارك على عدة جبهات. وبينما تنتظر المنطقة ما وصفه ترامب بـ"الإعلان الكبير"، تبقى اليمن مسرحًا ملتهبًا لصراع إقليمي ودولي مفتوح، لا يزال يهدد الأمن البحري واستقرار الشرق الأوسط.