توتر صائفي في سوريا
مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه بعد ساعات من دخول الأمن إلى المدينة.. والغموض يلف الجريمة

في تطور أمني خطير يعكس تصاعد التوترات في مناطق ريف دمشق، قُتل رئيس بلدية صحنايا، حسام ورور، وابنه رمياً بالرصاص، مساء أمس، على يد مجهولين، بعد ساعات فقط من دخول قوات الأمن العام والداخلية السورية إلى المنطقة في محاولة لفرض الاستقرار وإنهاء الاشتباكات الأخيرة.
ووفق ما أفادت به وسائل إعلام سورية، فقد جرى فتح تحقيق رسمي من قبل الأمن العام لكشف ملابسات الجريمة، بينما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى لحظة إعداد التقرير.
ظهور علني قبل ساعات من اغتياله
ما يزيد من غموض الجريمة هو أن حسام ورور كان قد ظهر في مقطع مصور صباح الأربعاء، متحدّثًا عن الأوضاع الأمنية في المدينة، بالتزامن مع دخول تعزيزات من وزارتي الدفاع والداخلية إلى مدينة صحنايا وبلدة جرمانا المجاورة، في إطار جهود احتواء الاشتباكات الطائفية التي اندلعت مؤخرًا.
اتفاق هش لوقف إطلاق النار في جرمانا وصحنايا
وقبيل عملية الاغتيال بساعات، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في كل من جرمانا وأشرفية صحنايا، بحضور رسمي موسع ضم:
-
محافظ ريف دمشق
-
محافظ السويداء
-
محافظ القنيطرة
-
عدد من الوجهاء ورجال الدين والشخصيات الاجتماعية
إلا أن الجريمة التي طالت رئيس البلدية تشير إلى أن الوضع الأمني لا يزال هشًا للغاية، وقد تُفجر مجددًا التوترات التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع.
خلفيات التوتر الطائفي في صحنايا وريف دمشق
تشهد مناطق ريف دمشق، وخاصة صحنايا وجرمانا، اضطرابات أمنية واسعة في الأسابيع الأخيرة، على خلفية اشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين سنة، اندلعت إثر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد نُسب لأحد أفراد الطائفة الدرزية، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ويُعتقد أن اغتيال رئيس البلدية قد يكون مرتبطًا بشكل مباشر بمحاولاته نزع فتيل الأزمة أو بمواقفه السياسية، خاصة بعد ظهوره الإعلامي، ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات أمنية خطيرة.
تصعيد خطيرًا في المشهد الأمني المضطرب بريف دمشق
اغتيال رئيس بلدية صحنايا وابنه يمثل تصعيدًا خطيرًا في المشهد الأمني المضطرب بريف دمشق، ويعيد تسليط الضوء على هشاشة الأوضاع المحلية رغم الاتفاقات الشكلية. وبينما تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، بانتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة في واحدة من أكثر المناطق السورية تعقيدًا وتداخلاً طائفيًا وأمنيًا.