بالصور : عودة الاحتفالات إلى بيت لحم بعد عامين من الغياب.. أعياد الميلاد تعيد البهجة إلى ساحة المهد

بعد عامين من الغياب القسري بسبب حرب الإبادة وتداعياتها الاقتصادية القاسية، عادت بيت لحم لتتنفس الفرح من جديد، مع استعادة أجواء الاحتفال بأعياد الميلاد في مشهد مؤثر أعاد الأمل إلى سكان المدينة وأصحاب المنشآت السياحية، وأعاد للذاكرة صورًا غابت طويلًا عن ساحة المهد.
وشهدت الساحة التاريخية انطلاق الفعاليات الرسمية وسط حضور شعبي ورسمي واسع، في لحظة حملت دلالات دينية ووطنية وإنسانية عميقة، تؤكد أن بيت لحم، رغم الجراح، لا تزال قادرة على الحياة والفرح.
الكنائس تحتفل والمواكب الكشفية تعود

واحتفلت الكنائس المسيحية التي تسير وفق التقويم الغربي بعيد الميلاد المجيد، حيث انطلقت المجموعات الكشفية في استعراض رسمي مهيب، بدأ من شارع النجمة وصولًا إلى ساحة المهد، تتقدمها الألحان الكشفية والأعلام، في مشهد أعاد إلى الأذهان تقاليد غابت لعامين متتاليين بفعل الحرب.
وتزيّنت شوارع المدينة وساحاتها بزينة العيد، وعادت مظاهر الفرح والبهجة، مع دخول الفرق الكشفية المختلفة واستقبال موكب بطريرك اللاتين بيير باتيستا بيتسابالا، وفق الستاتيكو المتبع.
حضور رسمي ورسمي يعكس رمزية الحدث
شارك في الاستقبال الرسمي عدد من الشخصيات الوطنية والرسمية، من بينهم:
-
رمزي خوري عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس
-
هاني الحايك وزير السياحة والآثار
-
محمد أبو عليا محافظ محافظة بيت لحم
-
ماهر قنواتي رئيس بلدية بيت لحم
-
قيادات أمنية ورجال دين وأبناء الرعية
في مشهد جسّد وحدة المدينة وتلاحم مؤسساتها في لحظة رمزية بالغة الدلالة.

بلدية بيت لحم: المدينة منارة لا تنطفئ
وأكدت بلدية بيت لحم أن عودة الاحتفالات تأتي في إطار الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمدينة، ودعم صمود المواطنين، موضحة أن التحضيرات هذا العام راعت الطابع الرمزي والبسيط، انسجامًا مع الواقع العام الذي تعيشه فلسطين.
وقال رئيس البلدية ماهر قنواتي:
«بيت لحم، وبعد عامين ثقيلين، تعود إليها البهجة والفرحة، لأنها رغم الجراح تبقى منارة لا تنطفئ».
السياحة تعود تدريجيًا بعد ركود طويل

من جهتها، أكدت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن عودة أجواء الميلاد تمثل خطوة مهمة نحو إعادة تنشيط الحركة السياحية تدريجيًا، بعد فترة ركود طويلة أثرت على:
-
الفنادق
-
المطاعم
-
الأسواق التجارية
وشددت الوزارة على أن بيت لحم ستبقى مقصدًا دينيًا عالميًا رغم كل الظروف والتحديات.
أصحاب المنشآت: رسالة أمل وسلام إلى العالم
بدورهم، عبّر أصحاب المنشآت السياحية والتجارية عن أملهم في أن تسهم هذه الخطوة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي ولو بشكل محدود، مؤكدين أن عودة الاحتفالات تحمل بعدًا معنويًا كبيرًا، وتشكل رسالة سلام من بيت لحم إلى العالم.
أمل بتعافٍ تدريجي للحياة في المدينة
ويأمل أهالي بيت لحم أن تشكل عودة أجواء الميلاد بداية لتعافٍ تدريجي للحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأن تستمر هذه الفعاليات في الأعوام المقبلة، تأكيدًا على هوية بيت لحم التاريخية والدينية، ورسالتها الإنسانية التي لا تنطفئ مهما اشتدت الأزمات.

