الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

حملات إسرائيل لبث الرعب وتهيئة الداخل للتشدد بصناعة الخطر الوهمي

الحدود الاردنية مع اسرائيل
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

رواية «إحباط تهريب أسلحة» من الأردن نموذجًا لصناعة الخطر الوهمي

تغذية الشارع بالتهديد الدائم والانتصار للمتطرفين

ضمن حملات ممنهجة يقوم بتنفيذها الجيش الإسرائيلي لبث الرعب في الداخل، وإظهار نفسه بمظهر القوة المهددة من جيرانه، عاد الإعلام الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، للترويج لرواية جديدة تزعم إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر الحدود الأردنية، في سيناريو يتكرر كلما احتاجت المؤسسة العسكرية والسياسية إلى تصعيد الخطاب الأمني وتهيئة الرأي العام لمزيد من التشدد.

رواية رسمية بلا أدلة مادية

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، زعمت قوات الجيش الإسرائيلي أنها أحبطت محاولة تهريب 40 مسدسًا من الأردن إلى منطقة وادي عربة، دون تقديم صور واضحة أو أدلة مستقلة يمكن التحقق منها.

Three killed in attack at West Bank-Jordan border, Israel says

وادّعى متحدث باسم الجيش أن الجنود رصدوا طائرة مسيّرة عبرت من الشرق باتجاه الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وعند اعتراضها – وفق الرواية – عُثر بداخلها على الأسلحة.

غير أن اللافت في هذه المزاعم هو غياب أي معلومات دقيقة حول:

  • الجهة التي أطلقت الطائرة

  • نقطة انطلاقها الفعلية

  • المسار التقني الذي سلكته

  • أو هوية المتورطين المفترضين في عملية التهريب

وهي ثغرات تتكرر في معظم البيانات الإسرائيلية المشابهة.

صناعة الخوف كأداة سياسية

يرى مراقبون أن مثل هذه الروايات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية قديمة متجددة، تقوم على:

Twenty Years of Israeli-Jordanian Peace: A Brief Assessment ...

  • تضخيم الأخطار الحدودية

  • ربط الجوار العربي بتهديدات أمنية دائمة

  • خلق حالة خوف مجتمعي داخلي تبرر السياسات القمعية والتوسع العسكري

ويُلاحظ أن هذه الادعاءات غالبًا ما تتزامن مع:

  • أزمات سياسية داخلية

  • انقسامات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي

  • ضغوط دولية متزايدة على حكومة الاحتلال

ما يدفع المؤسسة العسكرية إلى اختلاق أو تهويل أحداث أمنية لإعادة توحيد الداخل خلف خطاب «الخطر الوجودي».

الأردن في مرمى السردية الأمنية

Israeli army intercepts drone near Jordan Valley

تكرار الزج بالأردن في روايات التهريب يطرح تساؤلات جدية، خاصة أن:

  • الحدود الأردنية تُعد من أكثر الحدود ضبطًا وتنسيقًا أمنيًا

  • لم تُسجل وقائع مثبتة لعمليات تهريب منظّمة بهذا الحجم عبر المسيّرات

  • الجانب الأردني لم يصدر أي تأكيد أو تعليق داعم للرواية الإسرائيلية

ويرى محللون أن إقحام الأردن في هذه السرديات يهدف إلى:

  • الضغط السياسي غير المباشر

  • تبرير تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي شرقًا

  • توسيع دائرة «التهديدات» في الوعي الإسرائيلي العام

  • الحكومة الإسرائيلية توافق على بناء سياج أمني عند الحدود الأردنية | النهار

تهيئة الشارع للتصعيد

تُستخدم مثل هذه الأخبار، وفق متابعين، كجزء من تهيئة نفسية ممنهجة للرأي العام الإسرائيلي، تمهيدًا لـ:

  • تشديد الإجراءات الأمنية

  • تمرير ميزانيات عسكرية إضافية

  • تبرير عمليات عسكرية لاحقة داخل أو خارج الحدود

وهو ما يجعل هذه الروايات أدوات سياسية وإعلامية أكثر منها وقائع أمنية مثبتة.

حلقة جديدة في سلسلة طويلة من صناعة الخوف

في ظل غياب الأدلة المستقلة، وتكرار النمط ذاته من البيانات العسكرية، تبدو رواية «إحباط تهريب أسلحة من الأردن» حلقة جديدة في سلسلة طويلة من صناعة الخوف، تستخدمها إسرائيل لإظهار نفسها كدولة محاصرة ومهددة، رغم تفوقها العسكري الساحق.

ويبقى السؤال المطروح:
هل هي محاولات تهريب حقيقية، أم مجرد أحداث وهمية تُصنّع بعناية لتخويف الداخل وتبرير التشدد؟