كاتس يؤكد عدم الانسحاب من غزة ويعلن نية إقامة بؤر استيطانية شمال القطاع

أعلن يسرائيل كاتس، وزير الحرب الإسرائيلي، تعهدًا صريحًا بأن إسرائيل لن تنسحب مطلقًا من قطاع غزة، كاشفًا عن خطة لإقامة بؤر استيطانية في شمال القطاع، في خطوة تعكس توجهًا حكوميًا لتكريس وقائع جديدة على الأرض.
وجاءت تصريحات كاتس لتؤكد أن الملف الاستيطاني بات في صلب استراتيجية الحكومة الحالية، مع الإشارة إلى أن التنفيذ سيتم «بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب»، رغم وجود اعتراضات داخلية وخارجية.

«أنوية استيطانية» بدل المستوطنات المُخلاة سابقًا
رؤية حكومية لتغيير الواقع الميداني
قال كاتس إن إسرائيل ستقيم أنوية استيطانية شمال غزة بدل المستوطنات التي أُخليت سابقًا، مضيفًا:
«عندما يحين الوقت، سنقيم أنوية استيطانية في شمال غزة بدلًا من المستوطنات التي أُخليت سابقًا. سنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. هناك من يعترض، لكننا نؤيد موقفنا».
وتعكس هذه اللغة إصرارًا على إعادة هندسة المشهد الجغرافي والديمغرافي في شمال القطاع، بما يتجاوز الاعتبارات الإنسانية والسياسية التي لطالما أُثيرت في هذا السياق.
غزة والضفة الغربية: سياسة «فرض الوقائع»
حكومة استيطانية وفق توصيف كاتس

وفي سياق متصل، شدد كاتس على أن الحكومة الحالية «حكومة استيطانية» تعمل على ترسيخ الوقائع على الأرض، مؤكدًا أن إسرائيل تمضي قدمًا في تطبيق السيادة عمليًا، حتى في ظل استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض السيادة رسميًا على الضفة الغربية.
وأضاف أن فرصًا غير مسبوقة باتت متاحة بعد أحداث السابع من أكتوبر، ما شجّع—بحسب وصفه—على تسريع خطوات التنفيذ الميداني.
دلالات سياسية وأمنية للتصريحات
ماذا تعني هذه الرسائل؟
-
تصعيد سياسي: إعلان عدم الانسحاب من غزة يرفع سقف التوتر الإقليمي والدولي.
-
تغيير قواعد الاشتباك: الانتقال من إدارة الصراع إلى تكريس السيطرة الدائمة.
-
ضغط تفاوضي: خلق وقائع ميدانية تُستخدم كورقة في أي مسار سياسي لاحق.
-
تداعيات قانونية: مخاطر متزايدة تتعلق بالقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
ردود الفعل المتوقعة إقليميًا ودوليًا
مسارات محتملة
-
إدانة دولية واتساع دائرة الانتقادات من منظمات حقوقية.
-
تصعيد ميداني في شمال غزة مع ارتفاع احتمالات الاحتكاك.
-
تأثير على مسارات التهدئة وإعادة الإعمار، إن وُجدت.
وتأتي هذه التطورات في ظل بيئة إقليمية مشحونة، حيث يُخشى أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى مزيد من عدم الاستقرار.
تحول جديد في الخطاب الرسمي للاحتلال
تصريحات يسرائيل كاتس تمثل تحولًا حادًا في الخطاب الرسمي، من إدارة مؤقتة للصراع إلى إعلان نوايا دائمة في غزة والضفة الغربية. وبينما تؤكد الحكومة الإسرائيلية عزمها على التنفيذ «في الوقت المناسب»، تبقى التداعيات الإنسانية والسياسية مفتوحة على سيناريوهات أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.

