الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

قصة هجوم الحوثين علي إسرائيل

إسرائيل وإعلامها.. صناعة الإشاعات وبثّ الذعر تحت غطاء «التهديدات الإقليمية»

جنود حوثين
بوابة الصبلح اليوم ومواقع اخري -

كثّفت إسرائيل خلال الساعات الماضية من تسويق روايات أمنية مثيرة للقلق، تتحدث عن «تهديدات وشيكة» مصدرها ما تسميه شبكات إيرانية ممتدة في الشرق الأوسط، في محاولة واضحة لخلق مناخ من الخوف والتهيئة النفسية لأي تصعيد عسكري محتمل، داخليًا أو خارجيًا.

رواية إسرائيلية: «الحوثيون في كل مكان»

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر تقارير إعلامية مسرّبة، أن خطر جماعة الحوثيين لا يقتصر على اليمن فقط، مدعيًا وجود «عشرات الآلاف» من العناصر المرتبطة بهم في دول عدة بالمنطقة، بينها العراق ولبنان والأردن وسوريا، دون تقديم أدلة ميدانية أو تقارير مستقلة تدعم هذه الادعاءات.

إيران تعول على الحوثيين والميليشيات العراقية لإسناد غزة | MEO

وتأتي هذه المزاعم في سياق ربط مباشر بين الحوثيين وإيران، حيث ادعى الاحتلال وجود تنسيق دائم يشمل تزويد الجماعة بالسلاح والنفط والمواد الخام، إلى جانب التدريب والتوجيه العسكري، في خطاب يعكس السردية الإسرائيلية التقليدية التي تُحمِّل طهران مسؤولية أي توتر إقليمي.

تخويف استباقي وتمهيد للتصعيد

وبحسب ما روّجته وسائل الإعلام الإسرائيلية، يخشى جيش الاحتلال من أن تستخدم إيران ما تصفه بـ«وكلائها» في المنطقة لشن هجمات متزامنة على العمق الإسرائيلي، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بل وحتى عبر محاولات هجوم بري على عدة جبهات في وقت واحد.

ويرى مراقبون أن هذا الخطاب لا ينفصل عن محاولات إسرائيل المستمرة لتبرير أي عمل عسكري توسعي، أو لإعادة ترتيب أولويات الرأي العام الداخلي، خاصة في ظل الضغوط السياسية والعسكرية المرتبطة بالحرب على غزة وتداعياتها الإقليمية.

استعدادات عسكرية ورسائل ردع

الحوثيون: شن هجوم بـ18 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية ضد مواقع ...

وفي أعقاب هذه الادعاءات، أعلن جيش الاحتلال توسيع نطاق جمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديث أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب تنفيذ تدريبات عسكرية تحاكي سيناريوهات مواجهة بحرية وبرية، في القيادات المركزية والشمالية والجنوبية، في رسالة مزدوجة تستهدف الداخل الإسرائيلي وحلفاء تل أبيب في الخارج.

ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي نفسها، فإن أي استئناف واسع للقتال في قطاع غزة قد يدفع الحوثيين – بحسب الرواية الإسرائيلية – إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وهو ما يستخدمه الاحتلال كذريعة لتوسيع «بنك الأهداف» ورفع مستوى الجاهزية العسكرية.

حرب نفسية وإعلامية لها ابعاد سياسية

يرى محللون أن ما تروّجه إسرائيل يدخل في إطار حرب نفسية وإعلامية تهدف إلى:

  • بثّ الذعر داخل المجتمع الإسرائيلي،

  • تبرير سياسات عسكرية استباقية،

  • تحميل أطراف إقليمية مسؤولية التصعيد بدل معالجة جذور الصراع،

  • وتقديم إسرائيل كـ«ضحية مهددة» أمام المجتمع الدولي، رغم كونها طرفًا رئيسيًا في إشعال الأزمات.

وفي المحصلة، تبدو هذه الروايات امتدادًا لنهج إسرائيلي قائم على تضخيم التهديدات واستخدام الإعلام كسلاح موازٍ للآلة العسكرية، في منطقة تعيش أصلًا على وقع توترات مفتوحة وصراعات متشابكة.