نتنياهو يلوّح بالقوة ويستقوي بواشنطن
. نتننياهو بحذر اردغان وتعاون عسكري مع اليونان وقبرص

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه تحذيرًا مبطنًا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتزامن مع إعلان اتفاق لتوسيع التعاون العسكري والأمني مع اليونان وقبرص، في خطوة تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز الإطار الثنائي.
رسالة تهديد دون تسمية مباشرة
وخلال بيان مشترك ألقاه نتنياهو في تل أبيب إلى جانب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، وجّه نتنياهو رسالة حادة قال فيها:
«إلى أولئك الذين يتوهمون إقامة إمبراطوريات والسيطرة على بلادنا، أقول: انسوا الأمر.. لن يحدث.. لا تفكروا فيه حتى».
ورغم عدم ذكره اسم أردوغان صراحة، إلا أن الرسالة فُهمت في الإعلام العبري والدولي على أنها موجهة مباشرة إلى أنقرة، في ظل التوتر المتصاعد بين تركيا وإسرائيل على خلفية ملفات غزة، وشرق المتوسط، والنفوذ الإقليمي.

محور أمني جديد في شرق المتوسط
أعلن نتنياهو أن القمة الثلاثية أسفرت عن اتفاق على توسيع التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل واليونان وقبرص، مؤكدًا أن هذا التعاون يعزز قدرات الردع والدفاع المشترك.
وقال:
«نحن ملتزمون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا، وتعاوننا يعزز هذه القدرات.. معًا نحن الديمقراطيات في شرق المتوسط، سنعزز الأمن والازدهار والحرية».
هذا الخطاب يعكس سعي إسرائيل إلى بناء محور أمني إقليمي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة، في مواجهة:
-
النفوذ التركي المتنامي
-
التحركات الروسية في المتوسط
-
التحولات الجيوسياسية بعد حرب غزة
إعادة تشكيل المشهد الأمني الإقليمي

من جهتها، كشفت صحيفة معاريف أن القمة الثلاثية تأتي في إطار ما وصفته بـ «إعادة تشكيل الهيكلية الأمنية في الشرق الأوسط»، في ظل مرحلة غير مسبوقة من التحولات الاستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن:
-
القمة عُقدت في توقيت بالغ الحساسية
-
المنطقة تشهد تصعيدًا متعدد الجبهات
-
إسرائيل تسعى لتثبيت تحالفات دائمة تتجاوز الأزمات الظرفية
قبرص: قمة ذات وزن سياسي ومؤسسي

من الجانب القبرصي، نقل موقع Sigmalive عن المتحدث باسم الحكومة في نيقوسيا أن هذه القمة، وهي العاشرة من نوعها، تحمل ثقلًا سياسيًا ومؤسسيًا كبيرًا، خاصة أنها تأتي بعد نحو عامين من القمة السابقة التي استضافتها قبرص في سبتمبر 2023، وبعد تداعيات أحداث 7 أكتوبر.
وأكدت نيقوسيا أن المنتدى الثلاثي:
-
بلغ مرحلة «النضج المؤسسي»
-
بات ركيزة للاستقرار في شرق المتوسط
-
قادر على الاستمرار رغم الأزمات
قراءة تحليلية: تهديدات تحت مظلة أمريكية
يعكس خطاب نتنياهو تصعيدًا واضحًا في لغة التهديد السياسي والعسكري، مدفوعًا بعدة عوامل:
-
محاولات تصدير الأزمة الداخلية الإسرائيلية
-
البحث عن مظلة دعم أمريكية صلبة
-
الرد على النفوذ التركي في شرق المتوسط
-
توجيه رسائل ردع إقليمية متعددة الاتجاهات
ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول تعويض تآكل صورتها الدولية بعد حرب غزة، عبر:
-
تكثيف التحالفات العسكرية
-
تقديم نفسها كـ«ركيزة استقرار»
-
شيطنة الخصوم الإقليميين
سياق إقليمي مضطرب تتشابك فيه المصالح والنفوذ والطموحات
لا يمكن فصل تحذيرات نتنياهو عن سياق إقليمي مضطرب تتشابك فيه المصالح والنفوذ والطموحات. فبين خطاب تهديدي موجه لأنقرة، وتعاون عسكري متسارع مع أثينا ونيقوسيا، تحاول إسرائيل فرض معادلة ردع جديدة في شرق المتوسط، مستندة إلى دعم أمريكي، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام مزيد من الاستقطاب والتصعيد في منطقة لا تحتمل مغامرات جديدة.

