الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

«يوم الحساب ينتظر قتلة الأطفال».. مجموعة القراصنة الإيرانية «حنظلة» تعلن توسيع حربها السيبرانية ضد إسرائيل وتهدد سياسيين بارزين

حرب ايران الرقمية علي اسرائيل
-

أعلنت مجموعة القراصنة الإيرانية «حنظلة» مساء الجمعة توسيع حربها السيبرانية ضد إسرائيل، ونشرت رسالة تهديد مباشرة تضمنت قائمة أهداف سياسية جديدة، وذلك بعد أيام من الجدل الواسع الذي أثاره إعلانها اختراق حسابات وهاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت.

الرسالة، التي حملت لغة هجومية حادة وشعارات سياسية وأيديولوجية، أثارت قلقًا داخل الأوساط الأمنية والإعلامية الإسرائيلية، وفتحت الباب أمام تساؤلات جديدة حول قدرات الاختراق السيبراني، وحدود الحرب الإلكترونية، واحتمالات التصعيد في الفضاء الرقمي.

رسالة تهديد مباشرة: «يوم الحساب ينتظر قتلة الأطفال»

خطاب أيديولوجي وتصعيد سياسي

نشرت مجموعة «حنظلة» رسالتها تحت عنوان لافت:

«يوم الحساب ينتظر قتلة الأطفال»

وفي نص البيان، قالت المجموعة إن:

«الجمهور الإسرائيلي أسير لدى طائفة كهانا»،
مضيفة:
«نحن نفرق بينكم وبين قادة الفصيل الصهيوني قاتل الأطفال».

اللغة المستخدمة في الرسالة عكست خطابًا سياسيًا وأيديولوجيًا واضحًا، حاولت من خلاله المجموعة التمييز بين المجتمع الإسرائيلي وبين القيادات السياسية والعسكرية التي تتهمها بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.

«حنظلة» تطرح رؤية سياسية مثيرة للجدل

انتخابات شاملة في «الأرض المقدسة»

في خطوة غير معتادة بالنسبة لمجموعات قرصنة، لم يقتصر بيان «حنظلة» على التهديد، بل تضمن طرحًا سياسيًا مباشرًا، حيث قالت:

«يرجى تفهم أن المسار الوحيد لسلام دائم وعادل هو إجراء انتخابات حرة بمشاركة جميع سكان الأرض المقدسة، من مسلمين ويهود ومسيحيين، مع تهميش الفصائل المتطرفة القاتلة للأطفال».

ويرى مراقبون أن هذا الطرح يهدف إلى:

  • إضفاء بعد «أخلاقي–سياسي» على الهجمات السيبرانية

  • تبرير عمليات الاختراق باعتبارها أداة ضغط سياسية

  • مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي بلغة مباشرة

قائمة أهداف جديدة: من بن غفير إلى غالانت

سياسيون إسرائيليون في مرمى التهديد

ضمن الرسالة نفسها، ومع اقتراب عيد الحانوكا (عيد الأنوار)، وجهت «حنظلة» سؤالًا ساخرًا للإسرائيليين:

«نود أن نعرف من هم الأفراد التالون الذين تهتمون أكثر بتلقي معلومات وبيانات عنهم لشهر ديسمبر 2025».

وأشارت المجموعة صراحة إلى أسماء بارزة، من بينهم:

  • إيتمار بن غفير – وزير الأمن القومي

  • بيني غانتس – الوزير السابق وعضو مجلس الحرب

  • تالي غوتليب – عضو الكنيست

  • يوآف غالانت – وزير الدفاع الأسبق

كما نشرت صورة مشتركة لهم، في رسالة اعتُبرت تهديدًا ضمنيًا بإمكانية استهدافهم إلكترونيًا أو تسريب بيانات تخصهم.

بعد ساعات من تهديدات «حنظلة».. بينيت يرد

نفتالي بينيت يكسر صمته

جاء تصعيد «حنظلة» بعد ساعات قليلة من كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت لصمته، حيث قال إن:

  • الهجمات الإلكترونية ضده لم تسفر سوى عن اختراق حسابه على «تلغرام»

  • هذه الهجمات لن تردعه عن العودة إلى الحياة السياسية

تصريحات بينيت هدفت، بحسب محللين، إلى تقليل حجم الأثر السياسي والنفسي للهجمات السيبرانية، في وقت تشهد فيه الساحة الإسرائيلية انقسامات حادة.

تفاصيل اختراق هاتف بينيت.. ما الذي كُشف؟

آيفون 13 في دائرة الجدل

كانت مجموعة «حنظلة» قد أعلنت يوم الأربعاء أنها:

  • اخترقت الهاتف الشخصي لنفتالي بينيت

  • الهاتف من نوع آيفون 13

وزعمت المجموعة أنها حصلت على:

  • قائمة جهات الاتصال الخاصة به

  • محادثة مع أفيا ساسي (مديرة مكتبه)

  • صور شخصية

  • مقطع فيديو

  • تسجيل صوتي

اسم ماكرون يثير ضجة

من بين الأسماء التي زعمت المجموعة تسريبها مع أرقام هواتفها:

  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وهو ما أثار تساؤلات دولية حول:

  • مدى دقة التسريبات

  • خطورة اختراق شبكات الاتصال بين القادة

نفي رسمي من مكتب بينيت

في المقابل، أصدر مكتب نفتالي بينيت بيانًا أكد فيه:

  • أن الهاتف خضع لفحص أمني شامل

  • وأن الجهاز لم يتم اختراقه

وهو نفي لم يمنع استمرار الجدل والشكوك.

«حنظلة».. سجل من العمليات الرمزية والمثيرة

باقة زهور ورسائل خفية

ليست هذه هي العملية الأولى المثيرة للجدل للمجموعة، إذ سبق أن:

  • أرسلت قبل نحو شهر باقة زهور إلى منزل شخص ادعت أنه «مسؤول نووي إسرائيلي كبير»

  • في رسالة رمزية حملت تهديدًا مبطنًا

ويرى خبراء أمن سيبراني أن هذه الأساليب تهدف إلى:

  • الحرب النفسية

  • إثبات القدرة على الوصول

  • خلق حالة دائمة من القلق لدى النخبة الإسرائيلية

الحرب السيبرانية الإيرانية–الإسرائيلية: ساحة بلا خطوط حمراء؟

تصعيد بلا قنابل

يعكس تحرك «حنظلة» حقيقة أن:

  • الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد عسكريًا فقط

  • الفضاء السيبراني بات ساحة مواجهة رئيسية

  • التسريبات والاختراقات أصبحت أدوات ضغط سياسي

ويحذر محللون من أن:

  • استهداف سياسيين قد يفتح الباب أمام ردود إلكترونية مضادة

  • التصعيد قد يمتد إلى بنى تحتية حساسة

هل تتجه الحرب الرقمية إلى مرحلة أخطر؟

إعلان «حنظلة» توسيع حربها الإلكترونية، وتهديدها العلني لقيادات سياسية إسرائيلية، يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع السيبراني المفتوح، حيث تختلط السياسة بالأمن، والاختراق بالرسائل الأيديولوجية.

ويبقى السؤال الأهم:
هل تظل هذه الحرب في إطار الاختراقات والتسريبات؟
أم تتحول إلى تصعيد رقمي واسع قد يجر خلفه تداعيات سياسية وأمنية غير محسوبة؟