توتر إقليمي متجدد حول الجزر الثلاث: طهران ترفض بيان الإمارات وتؤكد «جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية»

رفضت وزارة الخارجية الإيرانية بشكل قاطع ما وصفته بـ«الادعاءات المتكررة» بشأن سيادة إيران على الجزر، الواردة في بيان صدر عقب زيارة وزير الخارجية الصيني إلى دولة الإمارات. وجاء الرد الإيراني حادًا، ليؤكد مجددًا أن أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى «جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية»، محذرًا من توظيف الزيارات الدبلوماسية لإعادة طرح مطالبات إقليمية تعتبرها طهران «باطلة ومضللة».
الخارجية الإيرانية: استغلال الزيارات الدبلوماسية غير مقبول
قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن بلاده تأسف لإصرار الإمارات على استغلال وجود أي وفد دبلوماسي أجنبي على أراضيها لتضمين بيانات ختامية تتضمن مطالبات إقليمية ضد إيران. وأضاف، وفق وسائل إعلام إيرانية، أن تكرار هذه الادعاءات لا يخدم مبدأ حسن الجوار ولا يسهم في خفض التوترات الإقليمية.
«ادعاءات باطلة ومضللة»
شدد بقائي على أن ما ورد في البيان الختامي لزيارة وزير الخارجية الصيني إلى الإمارات يكرر مزاعم «لا أساس لها»، معتبرًا أنها تتعارض مع الوقائع التاريخية والقانونية من وجهة نظر طهران.
طهران: الجزر الثلاث أرض إيرانية غير قابلة للتفاوض
أعاد المتحدث الإيراني التأكيد على الموقف الرسمي لبلاده بأن:
-
جزيرة أبو موسى
-
جزيرة طنب الكبرى
-
جزيرة طنب الصغرى
هي أراضٍ إيرانية ذات سيادة كاملة، وأن أي ادعاء إقليمي بشأنها يمثل انتهاكًا لمبدأ احترام السلامة الإقليمية للدول، ويتناقض مع قواعد القانون الدولي، على حد تعبيره.
زيارة صينية للإمارات وسياق البيان المثير للجدل
أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، زيارة رسمية إلى الإمارات خلال الفترة من 12 إلى 13 ديسمبر. وبحسب البيانات الرسمية، بحث الجانبان:
-
تطوير العلاقات الودية بين البلدين وشعبيهما
-
التعاون الاقتصادي والاستثماري
-
القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
تبادل مواقف سيادية متقابلة
أكد الجانب الإماراتي خلال الزيارة التزامه بمبدأ صين واحدة، واعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، مع رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لبكين.
وفي المقابل، عبّر الجانب الصيني عن دعمه الثابت لدولة الإمارات في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
الصين تدعم الحل السلمي لقضية الجزر
وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الصينية، أكدت بكين دعمها لجهود دولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث عبر:
-
المفاوضات الثنائية
-
الالتزام بميثاق الأمم المتحدة
-
قواعد القانون الدولي
وهو ما اعتبرته طهران انحيازًا لصيغة لا تتوافق مع موقفها السيادي الحاسم.
نزاع قديم يتجدد
تُعد جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى محل نزاع طويل الأمد بين إيران والإمارات. وتطالب الإمارات بسيادتها عليها، بينما ترفض إيران تلك المطالب وتؤكد إدارتها للجزر منذ عقود.
موقف خليجي داعم للإمارات
ترفض دول خليجية، وعلى رأسها الإمارات، ما تسميه «الاحتلال الإيراني» للجزر الثلاث، وتطالب بإنهائه والدخول في مفاوضات مباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، ما يزيد من حدة التوتر الإقليمي حول هذا الملف الحساس.
أبعاد إقليمية ودولية للتصعيد
يرى مراقبون أن إعادة طرح قضية الجزر في بيانات دبلوماسية دولية:
-
تعكس تشابك المصالح في الخليج
-
تُظهر تأثير العلاقات الصينية–الخليجية على ملفات النزاع
-
قد تُعقّد مسارات التهدئة إذا لم تُدار بحساسية سياسية عالية
في المقابل، تتمسك طهران بخطاب سيادي صارم، معتبرة أن السيادة غير قابلة للتجزئة أو المساومة، وأن أي محاولة لإعادة تدويل القضية لن تغير من موقفها.
عودة د ملف الجزر الثلاث إلى الواجهة كأحد أكثر ملفات الخليج تعقيدًا
بين رفض إيراني قاطع ودعم صيني للحل السلمي، وتمسك إماراتي بمطالب السيادة، يعود ملف الجزر الثلاث إلى الواجهة كأحد أكثر ملفات الخليج تعقيدًا. ومع تداخل المواقف الدولية والإقليمية، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الأطراف على احتواء الخلاف عبر قنوات دبلوماسية هادئة، أو ما إذا كان التصعيد اللفظي سيستمر ويُبقي المنطقة على صفيح ساخن.

