حرب إسرائيل المُعلنة على حزب الله تفتح باب التغيير من الداخل.. زيارة عراقجي إلى بيروت لإعادة تشكيل قيادة الحزب

في خضم الحرب الإسرائيلية المُعلنة على حزب الله، ومع تصاعد الضربات العسكرية والضغوط السياسية والأمنية على أكثر من جبهة، بدأت تتكشف مؤشرات على تحولات عميقة داخل بنية الحزب نفسه، وسط حديث متزايد عن تدخل إيراني مباشر لإعادة ضبط القيادة بما يتلاءم مع مرحلة بالغة الحساسية.
ففي وقت تتكثف فيه العمليات الإسرائيلية ضد مواقع وقيادات الحزب، وتتعاظم كلفة المواجهة على المستويين العسكري والسياسي، تبرز طهران كلاعب مركزي يسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق من الداخل، في محاولة لاحتواء الخسائر وضمان استمرار النفوذ الإقليمي.
القناة 12 الإسرائيلية: زيارة عراقجي ليست بروتوكولية
قالت القناة الإسرائيلية 12، نقلًا عن مصادر دبلوماسية في لبنان، إن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت لا تُعد محطة دبلوماسية عادية، بل خطوة محسوبة بدقة ضمن سياق الحرب الإسرائيلية على حزب الله، وتهدف إلى تمهيد الطريق لإحداث تغييرات جوهرية في قيادة الحزب.
وبحسب القناة، فإن التوقيت السياسي والأمني للزيارة يحمل دلالات واضحة، خاصة مع اشتداد الضغط الإسرائيلي، ومحاولة تل أبيب استثمار الحرب لإضعاف الحزب عسكريًا وقياديًا.

تغييرات محتملة في قيادة حزب الله
إعادة هيكلة واسعة على الطاولة
وفق مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة، من المتوقع أن تمهد زيارة عراقجي إلى بيروت لإجراء تغييرات واسعة النطاق في الهيكل التنظيمي لقيادة حزب الله، والتي يتولاها حاليًا الأمين العام نعيم قاسم.
وتشير هذه المصادر إلى أن طهران تعيد تقييم الأداء القيادي للحزب في ظل الحرب الإسرائيلية، وتبحث عن صيغ أكثر فاعلية لإدارة المواجهة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الإعلامي.
عدم رضا إيراني عن أداء نعيم قاسم
كشفت المصادر الدبلوماسية ذاتها أن إيران غير راضية عن أداء نعيم قاسم خلال المرحلة الحالية، وترى أن إدارة الحزب للصراع مع إسرائيل لم تحقق النتائج المرجوة، لا سيما في ظل الخسائر المتراكمة والضغط الدولي المتصاعد.
وأضافت المصادر أن طهران تدرس استبداله أو إعادة توزيع الصلاحيات داخل القيادة، بما يسمح بمرونة أكبر في التعامل مع تطورات الحرب، ويضمن استمرار نفوذها الاستراتيجي في لبنان.
عراقجي يقود عملية إعادة التنظيم
اجتماعات مباشرة مع قيادات الحزب
وبحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية عن مصادر لبنانية، فإن عباس عراقجي من المتوقع أن يقود بنفسه عملية إعادة تنظيم قيادة حزب الله، عبر سلسلة اجتماعات مباشرة مع قادة الصف الأول في الحزب.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى:
-
عرض الوضع الميداني والسياسي الحالي على القيادة الإيرانية
-
تقييم نتائج المواجهة مع إسرائيل
-
تحديد مكامن الضعف والخلل داخل البنية القيادية
-
رسم خريطة جديدة لمرحلة ما بعد التصعيد
وتأتي هذه التحركات في سياق ما وصفته المصادر بـ«إدارة الأزمة من طهران»، في ظل قناعة إيرانية بأن الحرب الإسرائيلية لا تستهدف حزب الله عسكريًا فقط، بل تسعى إلى كسر بنيته القيادية وإضعاف دوره الإقليمي.

الحرب الإسرائيلية تضغط على حلفاء طهران
يرى مراقبون أن الحديث عن تغييرات داخل حزب الله يعكس نجاح الحرب الإسرائيلية في فرض ضغوط غير مسبوقة على الحزب وحلفائه، ودفعهم إلى مراجعة الحسابات، حتى داخل محور المقاومة نفسه.
كما يشيرون إلى أن أي تعديل في قيادة الحزب لن يكون معزولًا عن:
-
مسار الحرب الحالية
-
التوازنات الإقليمية
-
حسابات إيران في لبنان وسوريا
-
مستقبل المواجهة مع إسرائيل
هل تمهّد التغييرات لمرحلة جديدة؟
في حال صحت هذه المعطيات، فإن حزب الله قد يكون على أعتاب مرحلة داخلية جديدة، تُعاد فيها صياغة القيادة والأدوار، استجابة لضغوط الحرب الإسرائيلية من جهة، ولرغبة طهران في الحفاظ على نفوذها دون الانجرار إلى خسائر استراتيجية من جهة أخرى.
ويبقى السؤال الأبرز:
هل تمثل زيارة عراقجي بداية لتغيير تكتيكي مؤقت، أم خطوة أولى نحو إعادة تشكيل عميقة داخل حزب الله في ظل حرب إقليمية مفتوحة؟

