رحيل قامة وطنية وأكاديمية كبيرة.. الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللاه في ذمة الله

فقدت مصر، ومعها جامعة الإسكندرية والحياة النيابية والسياسية، قامة وطنية وأكاديمية بارزة برحيل الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللاه، رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، وعضو مجلس الشعب، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق، ونائب دائرة المنتزه الأسبق، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والوطني، ترك خلالها أثرًا لا يُمحى في ميادين التعليم العالي والعمل العام والخدمة البرلمانية.
رحيل الدكتور محمد أحمد عبد اللاه لا يُعد فقدان شخص فقط، بل غياب مدرسة متكاملة جمعت بين الفكر الأكاديمي الرصين، والرؤية السياسية المتزنة، والحضور الإنساني الهادئ الذي جعله محل تقدير واحترام كل من عرفه أو عمل معه.
مسيرة أكاديمية رفيعة في جامعة الإسكندرية

ارتبط اسم الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللاه ارتباطًا وثيقًا بجامعة الإسكندرية، أحد أهم الصروح العلمية في مصر والعالم العربي، حيث تولى رئاسة الجامعة في مرحلة دقيقة، عمل خلالها على:
-
دعم جودة التعليم الجامعي
-
تعزيز البحث العلمي
-
تطوير البنية الأكاديمية والإدارية
-
ترسيخ دور الجامعة في خدمة المجتمع
وكان يُنظر إليه كأحد رواد الإدارة الجامعية الذين جمعوا بين الصرامة العلمية والانفتاح الفكري، مع إيمان عميق بدور الجامعة في بناء الإنسان قبل تخريج الشهادات.
حضور برلماني ودور سياسي مؤثر
لم يقتصر عطاؤه على المجال الأكاديمي، بل امتد إلى العمل النيابي والسياسي، حيث:
-
شغل عضوية مجلس الشعب
-
تولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية
-
مثّل دائرة المنتزه نائبًا عن أهلها
وخلال وجوده في البرلمان، عُرف بصوته الهادئ، ورؤيته الوطنية، وحرصه على الدفاع عن مصالح الدولة المصرية، وتعزيز علاقاتها الخارجية، في مرحلة كانت تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة والخبرة.

رئيس لجنة العلاقات الخارجية.. دبلوماسية برلمانية رصينة
في موقعه رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، لعب الدكتور محمد أحمد عبد اللاه دورًا مهمًا في:
-
دعم الدبلوماسية البرلمانية المصرية
-
توضيح مواقف مصر في القضايا الإقليمية والدولية
-
بناء جسور التواصل مع برلمانات ودول أخرى
وكان يُحسب له قدرته على الجمع بين الفكر الأكاديمي والخبرة السياسية، بما منح مداخلاته وزنًا خاصًا واحترامًا واسعًا داخل الأوساط البرلمانية.
نائب المنتزه.. خدمة عامة ومسؤولية وطنية
كنائب عن دائرة المنتزه، ظل قريبًا من المواطنين، مهتمًا بقضاياهم الخدمية والتنموية، مؤمنًا بأن العمل النيابي الحقيقي يبدأ من الالتصاق بالناس، والاستماع لمشكلاتهم، والسعي لحلول واقعية تحفظ كرامتهم وحقوقهم.
إرث إنساني وفكري باقٍ
عرف الراحل بين زملائه وطلابه ومحبيه بـ:
-
الأخلاق الرفيعة
-
التواضع الجم
-
الاحترام المتبادل
-
الإيمان بقيمة العلم والحوار
وكان نموذجًا للمثقف الوطني الذي يرى في الاختلاف ثراءً، وفي المعرفة أداة للبناء لا للصدام.
وداعًا.. لكن الأثر باقٍ
برحيل الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللاه، تطوي مصر صفحة من صفحات العطاء الهادئ، لكنها تفتح في الذاكرة سجلًا مشرفًا لرجل أفنى عمره في خدمة وطنه علمًا وسياسةً ومسؤوليةً.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان، وجعل ما قدمه في ميزان حسناته.

