الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

تعدد الجماعات المسلحة والمتطرفة يشعل وسط سوريا.. إطلاق نار يستهدف قافلة أمريكية–سورية في تدمر ويكشف هشاشة المشهد الأمني

قوات أمريكية في سوريا
-

تعرضت قافلة عسكرية أمريكية–سورية مشتركة، اليوم السبت، لإطلاق نار مباشر أثناء تنفيذ دورية في مدينة تدمر وسط البلاد، في حادثة جديدة تبرز هشاشة الوضع الأمني وتداخل المصالح العسكرية في منطقة تعج بالقوى المتصارعة.

استهداف أثناء دورية مشتركة

وقال مسؤولان سوريان لوكالة «رويترز» إن القافلة تعرضت لإطلاق نار أثناء قيام القوات المشتركة بدورية ميدانية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوة المستهدفة. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حول تفاصيل الحادث أو طبيعته.

أكبر جنرال أمريكي يزور القوات الأمريكية في سوريا وسط تنديد من دمشق - CNN  Arabic

تأكيدات رسمية وإصابات في الجانبين

وفي السياق ذاته، أكد إعلام رسمي سوري إصابة عدد من أفراد القوات الأمريكية جراء الهجوم الذي وقع في وسط سوريا. كما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر أمني أن الحادث أسفر عن:

  • إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية

  • إصابة عدد من أفراد القوات الأمريكية

  • مقتل مطلق النار، دون الكشف عن انتمائه أو دوافعه حتى الآن

تداعيات أمنية وتحركات عسكرية

وأشار المصدر إلى توقف حركة السير مؤقتًا على الطريق الدولي دير الزور – دمشق عقب الحادث، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة، في مؤشر على استنفار أمني واسع النطاق.

وأضاف أن مروحيات أمريكية تدخلت لإجلاء المصابين ونقلهم إلى قاعدة التنف، ما يعكس حساسية الموقع وخطورة التطورات الميدانية في تلك المنطقة الاستراتيجية.

سوريا ساحة مفتوحة لتعدد القوى المسلحة

ويأتي هذا الحادث في ظل استمرار وجود القوات الأمريكية في سوريا تحت مظلة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش منذ عام 2014، وسط واقع أمني بالغ التعقيد تتداخل فيه جماعات مسلحة ومتطرفة وتنظيمات محلية وأطراف إقليمية ودولية.

واعتمدت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية على قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية لتكون رأس الحربة في مواجهة داعش، وذلك في ظل غياب التنسيق مع نظام الرئيس السابق بشار الأسد، الذي سقط أواخر العام الماضي.

مرحلة انتقالية وصراع مفتوح

ومع تولي قوات المعارضة بقيادة أحمد الشرع مقاليد السلطة في سوريا، تعهدت القيادة الجديدة قبل أسابيع بالمشاركة في الحرب على تنظيم داعش، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى أن البلاد ما زالت ساحة مفتوحة أمام تعدد الجماعات المسلحة وتباين الولاءات، ما يهدد بوقوع حوادث أمنية مماثلة في أي وقت.

رسائل خطيرة من تدمر

ويرى مراقبون أن حادث تدمر يبعث برسائل خطيرة حول صعوبة ضبط الأمن في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، ويؤكد أن التطرف المسلح لم يعد محصورًا في تنظيم واحد، بل بات موزعًا بين جماعات متعددة، لكل منها أجندتها وأهدافها، ما يعقّد مهمة أي تحالف دولي أو سلطة محلية تسعى لإعادة الاستقرار.