صراع الميليشيات في ليبيا يتصاعد.. مقتل أحد أخطر قادة الجماعات المسلحة في اشتباكات صبراتة

شهدت مدينة صبراتة غرب ليبيا فجر الجمعة واحدة من أعنف جولات الصراع المسلح بين الأجهزة الأمنية والميليشيات المحلية، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أحمد عمر الفيتوري الدباشي، المعروف بلقب «العمو»، أحد أخطر قادة الميليشيات المسلحة والمطلوبين محليًا ودوليًا.
وتأتي هذه التطورات في سياق الفوضى الأمنية والصراعات المسلحة المستمرة التي تشهدها مناطق عدة في غرب ليبيا، حيث تتنازع الجماعات المسلحة النفوذ والسيطرة وسط هشاشة مؤسسات الدولة.
هجوم مسلح فجراً ومواجهات دامية
وأكد ما يُعرف بـ «جهاز مكافحة التهديدات الأمنية الليبي» أن إحدى بواباته الأمنية تعرّضت لهجوم مسلح عند الساعة الثانية فجرًا قرب تقاطع المستشفى بمدينة صبراتة.
وأوضح الجهاز في بيان رسمي أن الهجوم نفذته عناصر مسلحة قال إنها تتبع لـ أحمد الدباشي، المطلوب في قضايا الاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين، والاتجار بالمخدرات، وجرائم القتل.
وأضاف البيان أن وحدات الجهاز ردّت على الهجوم بشن مداهمة موسعة استهدفت أحد أوكار العصابة المسلحة، لتتحول العملية إلى مواجهات مباشرة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة.

مقتل «العمو» وإصابات خطيرة في صفوف الأمن
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أحمد الدباشي خلال تبادل إطلاق النار، في ضربة وُصفت بالأقسى لإحدى أخطر الشبكات المسلحة في المدينة.
كما تم إلقاء القبض على شقيقه صالح الدباشي، فيما أُصيب ستة من عناصر جهاز مكافحة التهديدات الأمنية بإصابات بالغة، جرى نقلهم على إثرها إلى قسم العناية الفائقة لتلقي العلاج.
من هو أحمد الدباشي الملقب بـ«العمو»؟
يُعد أحمد عمر الدباشي، المعروف باسم «العمو»، من أبرز وأخطر قادة الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، وينتمي إلى عائلة ذات سجل إجرامي طويل.
سجل إجرامي واسع
-
قيادة مليشيات مسلحة في مدينة صبراتة
-
الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط
-
تجارة المخدرات والأسلحة
-
القتل والتعذيب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
ووفق تقارير دولية، كان الدباشي يسيطر على ممرات رئيسية للهجرة غير الشرعية ومراكز انطلاق المهاجرين، ما جعله عنصرًا محوريًا في شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ملاحقات قضائية وعقوبات دولية
وكانت النيابة العامة الليبية قد وجّهت للدباشي وأفراد مليشياته عدة تهم، أبرزها:
-
القتل
-
التعذيب
-
الاتجار بالبشر
-
جرائم ضد الإنسانية
كما أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على قائمة العقوبات الدولية منذ عام 2018، بتهم تتعلق بتهريب المهاجرين، والتعاون مع جماعات متطرفة وإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، إضافة إلى التهديد باستخدام العنف.
مخاوف من تصعيد أمني واسع في صبراتة
ورغم مقتل الدباشي، لا يزال الوضع الأمني في مدينة صبراتة شديد الخطورة، وسط مخاوف من تحركات انتقامية من قبل عناصر موالية له، قد تدفع المدينة نحو حرب شوارع مفتوحة.
وتشهد صبراتة منذ أشهر صراعًا متقطعًا بين الميليشيات، استخدمت خلاله أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ما يعكس استمرار حالة الانفلات الأمني وغياب سلطة الدولة.
ليبيا بين الفوضى والسلاح المنفلت
تعكس هذه الاشتباكات مجددًا حجم الأزمة الأمنية في ليبيا، حيث لا تزال المليشيات المسلحة لاعبًا رئيسيًا في المشهد، في ظل صراعات النفوذ، وتضارب الولاءات، وتراجع مسار بناء الدولة، ما يجعل البلاد عرضة لموجات عنف جديدة في أي لحظة.

