الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

تحركات دولية متسارعة لنزع سلاح حزب الله وسط تصعيد إسرائيلي وضغوط أمريكية فرنسية على لبنان

مقاتلي حزب الله في لبنان.
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

تشهد الساحة اللبنانية تطورات سياسية وأمنية متسارعة، في ظل ضغوط أمريكية وفرنسية متزايدة على بيروت لتسريع تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله، بالتوازي مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل الأراضي اللبنانية، بزعم منع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية.

وفي هذا السياق، من المرتقب أن يتوجه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل، حيث سيجري لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أمريكيين لبحث آليات تسريع وتيرة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

اجتماع باريس: رسائل سياسية وأمنية حاسمة

سلاح «حزب الله» يتصدر اهتمام أصدقاء لبنان ويتقدم على الإعمار

وبحسب مصادر مطلعة على الملف، من المتوقع وصول العماد رودولف هيكل إلى باريس يوم الأربعاء المقبل، لعقد اجتماع تنسيقي تشارك فيه أطراف دولية معنية بالملف اللبناني، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا.

وأفادت المصادر بأن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس مرشحة للمشاركة في الاجتماع، وإن كان حضورها لم يُحسم بشكل نهائي حتى الآن، في وقت ترى فيه واشنطن أن المرحلة الحالية تتطلب خطوات عملية وسريعة على الأرض.

ويأتي هذا اللقاء قبيل انعقاد جلسة جديدة للجنة مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان المقررة في 19 ديسمبر/كانون الأول، والتي تضم ممثلين عن:

  • لبنان

  • إسرائيل

  • الولايات المتحدة

  • فرنسا

  • الأمم المتحدة

لجنة وقف إطلاق النار.. لقاء مباشر يثير المخاوف

المركزية | تقرير إسرائيليّ يكشف.. سلاح

وشهدت اللجنة الأسبوع الماضي أول لقاء مباشر منذ عقود بين ممثلين مدنيين لبنانيين وإسرائيليين، ما أثار جدلًا واسعًا في الداخل اللبناني، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد سياسي وأمني جديد.

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن هذه المرحلة من المفاوضات تهدف بالأساس إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية، وليس الدخول في مسار تطبيع أو مفاوضات سلام.

خطة لبنانية لنزع سلاح حزب الله

وكانت السلطات اللبنانية قد أقرت خطة رسمية لنزع سلاح حزب الله تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد حرب دامية استمرت أكثر من عام.

وبدأ الجيش اللبناني بالفعل تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، والتي تشمل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على أن تُستكمل هذه المرحلة قبل نهاية العام الجاري.

تصعيد إسرائيلي مستمر رغم وقف إطلاق النار

ورغم سريان وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شن غارات جوية مكثفة على مناطق مختلفة في لبنان، مستهدفة ما تقول إنه معسكرات تدريب ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله، في محاولة لمنع إعادة ترميم قدراته العسكرية.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشير فيه تقديرات أمنية إلى أن الحزب تكبد خسائر فادحة خلال المواجهات الأخيرة، لا سيما بعد مقتل رئيس أركانه الجديد في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام.

موقف حزب الله وتحذيراته

في المقابل، لوّح حزب الله باللجوء إلى العنف في حال إصرار الحكومة اللبنانية على المضي قدمًا في خطة نزع سلاحه.

ووصف الأمين العام للحزب نعيم قاسم مشاركة لبنان بمدني في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بأنها "خطيئة جديدة"، معتبرًا أن الضغوط الدولية تمس جوهر ما يصفه الحزب بـ"معادلة المقاومة".

زيارة لودريان وتأكيد فرنسي على نزع السلاح

وكان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان قد زار بيروت مطلع الأسبوع الجاري، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو إن أولوية الزيارة تمثلت في:

  • متابعة آلية مراقبة وقف إطلاق النار

  • دعم خطة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله

  • تثبيت الاستقرار الأمني جنوب البلاد

مرحلة مفصلية في مستقبل لبنان

ويرى مراقبون أن لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم، في ظل توازن دقيق بين الضغوط الدولية، والانقسام الداخلي، والتصعيد الإسرائيلي المستمر، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل السلاح غير الشرعي ودور الدولة اللبنانية في بسط سيادتها الكاملة.