عاصفة تضرب غزة.. 14 وفاة خلال ساعات وانهيارات واسعة وسط عجز إنساني متفاقم

تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد أن تسببت عاصفة جوية عميقة مصحوبة ببرد قارس ورياح شديدة في وفاة 14 مواطنًا فلسطينيًا، إلى جانب انهيار عشرات المنازل، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي يعيشها القطاع المحاصر.
وتواصل طواقم الدفاع المدني والإسعاف عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض، وسط ظروف جوية بالغة الصعوبة، ونقص حاد في المعدات والإمكانات.
ضحايا تحت الركام في شمال ووسط القطاع
وأفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني بأن ستة مواطنين لقوا مصرعهم جراء انهيار منزل يعود لعائلة بدران في منطقة بئر النعجة شمال قطاع غزة، بعد أن عجز المبنى عن الصمود أمام شدة الرياح والأمطار الغزيرة.
كما توفي مواطنان آخران مساء اليوم إثر انهيار جدار في حي الرمال بمدينة غزة، بينما سُجلت وفاة مواطن أمس نتيجة انهيار جدار آخر في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
![]()
البرد القارس يفتك بالأطفال
ولم تقتصر الخسائر على الانهيارات، إذ أودى البرد الشديد بحياة ثلاثة أطفال خلال أقل من يومين، في مؤشر خطير على هشاشة الأوضاع المعيشية داخل القطاع.
فقد توفي طفل في خان يونس جنوب القطاع بسبب انخفاض درجات الحرارة، فيما توفي طفلان آخران في مدينة غزة اليوم نتيجة البرد القارس، في ظل غياب التدفئة وانعدام وسائل الحماية داخل خيام ومساكن متهالكة.
انهيارات متواصلة ومفقودون تحت الأنقاض
وأشارت طواقم الدفاع المدني إلى تسجيل انهيار نحو 15 منزلًا حتى الآن في مناطق متفرقة من قطاع غزة، كان آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مفقودين يُعتقد أنهم عالقون تحت الركام.
وأكدت الطواقم أن عمليات الإنقاذ تتم في ظروف شديدة التعقيد، بسبب استمرار العاصفة، وضعف البنية التحتية، ونقص الوقود والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض.
كارثة إنسانية تتفاقم وسط صمت دولي
تعكس هذه الخسائر البشرية والمادية حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام لا تقي من البرد ولا من الأمطار، وسط تحذيرات متكررة من انهيارات إضافية إذا استمرت الأحوال الجوية القاسية.
ويجدد الدفاع المدني الفلسطيني نداءه العاجل إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية من أجل التدخل السريع، وتوفير مستلزمات الإغاثة الشتوية، والمأوى الآمن، والمعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.

