عنف المستوطنين واحتقان الشارع الفلسطيني يتصاعدان.. قوات الاحتلال تقتل فلسطينيين في الخليل وتواصل اقتحاماتها في الضفة الغربية

يشهد الشارع الفلسطيني في الأراضي المحتلة موجة غير مسبوقة من الاحتقان والتوتر، نتيجة تصاعد أعمال العنف من جانب المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي باتت مشاهدها اليومية تعكس واقعاً أكثر اشتعالاً، خصوصاً مع ازدياد الاقتحامات وتنفيذ عمليات إطلاق النار والاعتقالات العشوائية.
وفي أحدث فصول هذا التصعيد، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، شابين فلسطينيين بعد أن أطلق النار عليهما قرب حاجز للشرطة الإسرائيلية في مدينة الخليل، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس أدت لإصابة جندي بجروح طفيفة.
قتل فلسطينيين بزعم "محاولة الدهس".. وحرمان الطواقم الطبية من الوصول
قال جيش الاحتلال في بيانه إن الشابين "قاما بتسريع سيارتهما نحو أفراد قوة عسكرية من لواء المظليين"، لتبادر القوات بإطلاق النار المباشر "والقضاء عليهما"، وفق تعبيره. ولم يكشف البيان عن هوية الشابين.
وفي المقابل، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى السيارة المستهدفة في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، وهو ما أثار غضباً واسعاً على منصات التواصل، باعتبار المنع انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وتقع منطقة باب الزاوية في قلب الخليل، وتشهد باستمرار مواجهات واعتداءات من المستوطنين وجنود الاحتلال.
تصعيد ميداني في الضفة الغربية.. وعمليات اقتحام واعتقال

يأتي هذا الحادث في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر تشهده الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية، وسط عمليات اقتحام موسعة تنفذها قوات الاحتلال في مدن وقرى عدة.
ففي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر السبت أربعة فلسطينيين من قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها بشكل عنيف.
إلى ذلك، أصيب رضيع فلسطيني يبلغ من العمر 20 يوماً بحالة اختناق شديدة، مساء الجمعة، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال خلال اقتحامهم قرية مادما جنوب نابلس.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تم نقل الرضيع إلى المستشفى لتلقي العلاج، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول وضعه الصحي.
وشهدت القرية انتشاراً ضخماً لقوات الاحتلال داخل الأزقة، وإطلاقاً مكثفاً لقنابل الغاز والصوت تجاه المنازل، ما أثار حالة فزع بين الأهالي.
انتهاء عملية "خمس أحجار" في طوباس وجنين.. لكن التوتر مستمر
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الجمعة، انتهاء عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "خمس أحجار" في طوباس وجنين شمالي الضفة، واستمرت نحو 10 أيام، تخللتها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار كثيف.
ورغم انتهاء العملية، يرى مراقبون أن الاحتقان في الشارع الفلسطيني يتزايد بفعل ممارسات الاحتلال والمستوطنين، وأن الأوضاع مرشحة لمزيد من التوتر في ظل غياب أي أفق سياسي أو حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين.
عنف مستمر واحتقان متصاعد
ما بين إطلاق نار مباشر، واقتحامات ليلية، واعتقالات تعسفية، واستهداف للمدنيين والأطفال، وتصاعد عنف المستوطنين—تعيش الضفة الغربية مرحلة شديدة الحساسية، تجعل الشارع الفلسطيني في حالة غليان دائم، وسط مطالبات بتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة.

