جائزة سلام لترامب رغم نار غزة.. «فيفا» تمنح الرئيس الأمريكي تكريمًا مثيرًا للجدل خلال قرعة كأس العالم 2026

في مشهد أثار موجة واسعة من التساؤلات والانتقادات، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة "فيفا للسلام" في نسختها الأولى، وذلك خلال الحفل الرسمي لقرعة كأس العالم 2026، المقامة في الولايات المتحدة.
ورغم استمرار العدوان الإسرائيلي على أهالي قطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح، جاء منح الجائزة في توقيت اعتبره كثيرون متناقضًا مع الواقع الدموي، خاصة وأن الولايات المتحدة تُعد الداعم الأول لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا في حربها على القطاع.
إنفانتينو يعلن الجائزة.. وترامب: “كنت أعلم أنني أستحقها”
أعلن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو عن الجائزة الجديدة، مؤكداً أنها ستكون جائزة سنوية تُمنح لأول مرة هذا العام، قبل أن يعلن فوز ترامب بها.
وخلال كلمته، أشاد إنفانتينو بما وصفه بـ"الدور المحوري" للرئيس الأمريكي في:
-
الاتفاقات الإبراهيمية بين إسرائيل ودول عربية
-
التوصل إلى تهدئة بين رواندا والكونغو الديمقراطية
-
دفع اتفاقات سلمية بين كمبوديا وتايلاند
-
التوسط في وقف إطلاق النار في قطاع غزة
غير أن هذه الإشادة بدت صادمة للكثيرين، إذ يرى منتقدون أن الدور الأمريكي لم يكن وسيطًا محايدًا، بل شريكًا مباشرًا في دعم أطول وأقسى حرب تشهدها غزة.
أما ترامب، فاعتبر حصوله على الجائزة "أحد أعظم التكريمات في حياته"، معترفًا بأنه كان يعلم مسبقًا أنه "يستحقها"، وفق تعبيره.
بين الاحتفال والدماء.. مفارقة لافتة في حفل واشنطن
جاء الإعلان عن الجائزة في افتتاح حفل قرعة كأس العالم، حيث شهد الحدث حضورًا رسميًا كبيرًا، بينما كان مئات الصحفيين ينتظرون في طوابير طويلة تحت الثلوج بسبب إجراءات أمنية مشددة.
وانطلق الحفل بأداء ختامي للمغني العالمي أندريا بوتشيلي للنشيد الرسمي لمونديال إيطاليا 1990، في أجواء احتفالية باذخة تناقض بشدة صور الدمار في غزة التي تملأ العالم يوميًا.
وتساءل مراقبون عن جدوى منح جائزة للسلام في وقت تستمر فيه عمليات القصف على المدنيين، وتُستهدف المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، وسط غياب أي تحرك أمريكي حقيقي لوقف الحرب أو حماية المدنيين.
هل هي جائزة تعويضية بعد خسارة نوبل؟
يرى مراقبون أن الجائزة جاءت بمثابة تعويض سياسي ومعنوي لترامب، الذي تحدث مرارًا عن استحقاقه جائزة نوبل للسلام خلال فترة رئاسته، بينما منحت الجائزة هذا العام إلى السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
ويعتبر كثيرون أن "فيفا" بتكريمها ترامب بهذا الشكل قد دخلت دائرة التسييس بشكل واضح، خصوصًا أن منح الجائزة يتزامن مع تفاقم الوضع الإنساني في غزة ومع ضغوط دولية واسعة لوقف إطلاق النار.
قرعة المونديال على الهامش
ورغم أهمية الحدث الرياضي، فإن الأنظار اتجهت أكثر إلى الجائزة المثيرة للجدل، بينما ستحتاج المنتخبات المتأهلة الـ42 إلى الانتظار 24 ساعة إضافية لمعرفة أماكن ملاعبها ومواعيد مبارياتها.

