عدوان إسرائيلي متصاعد على الجنوب السوري… قذائف مدفعية واختراقات ميدانية رغم الحديث عن تفاهمات مع جبهة تحرير الشام

500 غارة جوية على مواقع داخل سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد !!!
في سياق يُجسّد استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وفي ظل ما يُثار عن وجود تفاهمات غير معلنة بين الاحتلال وبعض القوى المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة تحت حكمها الجديد في مناطق جنوب سوريا، شهد ريف درعا الغربي اليوم تصعيدًا جديدًا بعد استهداف مباشر بالمدفعية لمناطق سكنية تقع على مقربة من خطوط التماس.
4 قذائف إسرائيلية على أطراف بلدة كويا… تصعيد جديد يهدد استقرار الجنوب
أفادت وسائل إعلام سورية، مساء الخميس، أن الجيش الإسرائيلي أطلق 4 قذائف مدفعية باتجاه أطراف بلدة كويا في ريف درعا الغربي، في اعتداء يُضاف إلى سلسلة هجمات متتالية تستهدف القرى والبلدات الحدودية تحت ذرائع أمنية واهية.
القصف الذي وثّقته قناة الإخبارية السورية جاء بالتوازي مع تحركات عسكرية إسرائيلية متزايدة خلال الأيام الأخيرة، ما يؤكد أن الاحتلال يسعى إلى فرض قواعد اشتباك جديدة بعيدًا عن أي التزامات تجاه اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.
توغل ميداني جديد في القنيطرة… محاولات إسرائيلية لفرض «أمر واقع»
بالتزامن مع قصف كويا، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف طال أيضًا محيط قرية عابدين دون ورود تقارير عن وقوع خسائر بشرية، بينما جاءت هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على توغل قوات إسرائيلية في عدة قرى بريف القنيطرة الجنوبي.
وكالة سانا كانت قد ذكرت أمس أن ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية توغلت باتجاه قرية رويحينة جنوب القنيطرة، وهي خطوة تُعدّ خرقًا إضافيًا لاتفاق 1974 وتجاوزًا فاضحًا للعالق القانوني الدولي الذي يمنع أي تحرك عسكري في مناطق الفصل.
الاحتلال يستغل الفوضى في الجنوب… وشبهات عن تفاهمات مع “جبهة تحرير الشام الحاكمة في سوريا”
مصادر ميدانية تحدثت في الأشهر الأخيرة عن اتصالات وتفاهمات غير رسمية بين الجيش الإسرائيلي وبعض القوى المسلحة في الجنوب السوري، وعلى رأسها جبهة تحرير الشام في نسختها الجديدة، بهدف خلق شريط أمني داخل الأراضي السورية يحقق للاحتلال هامشًا أكبر من الحركة العسكرية والاستخباراتية.
ورغم غياب التأكيد الرسمي، فإن النمط الميداني يشير إلى وجود تنسيق ضمني يسمح للاحتلال بالتوغل والاعتداء دون مواجهة مقاومة تذكر، ما يعزز الاعتقاد بأن هناك ترتيبات يتم تمريرها بعيدًا عن الدولة السورية.
500 غارة جوية إسرائيلية خلال عام واحد… تدمير ممنهج للبنية العسكرية السورية
تُظهر الإحصاءات العسكرية أن إسرائيل شنت ما يقارب 500 غارة جوية على مواقع داخل سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي وحتى نهاية عام 2024، مما أدى إلى تدمير شبه كامل للترسانة العسكرية السورية والبنية التحتية الدفاعية.
هذه الأرقام تعكس طبيعة العدوان المستمر والمكثف، كما تؤكد أن الاحتلال لا يلتزم بأي من القواعد الدولية، بل يواصل الضرب في العمق السوري متذرعًا بمحاربة النفوذ الإيراني أو الجماعات المسلحة، بينما يستهدف فعليًا إضعاف الدولة السورية وترسيخ تفوقه العسكري.
سوريا: الاحتلال يمارس التطهير والتهجير وانتهاكات ممنهجة
البيانات الرسمية السورية تؤكد أن إسرائيل تمارس منذ سنوات سلسلة من الانتهاكات داخل الأراضي السورية، تشمل:
-
الاعتقالات التعسفية
-
المداهمات والتوغل داخل القرى
-
تدمير المنازل والممتلكات
-
تجريف الأراضي الزراعية
-
التهجير القسري للسكان المحليين
هذه الممارسات تشكل – بحسب دمشق – انتهاكًا واضحًا لاتفاق 1974 وخرقًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني.
دمشق تطالب المجتمع الدولي بالتدخل: “جميع إجراءات الاحتلال باطلة ولاغية”
أكدت الخارجية السورية أن جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال في الجنوب السوري باطلة قانونيًا ولا ترتب أي أثر، سواء من الناحية الميدانية أو السياسية، مطالبة بضرورة انسحاب الاحتلال فورًا من الأراضي السورية المحتلة.
كما دعت دمشق المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياته وردع إسرائيل عن ممارساتها العدوانية، والضغط عليها للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك والالتزام بحدود الفصل المرسومة عام 1974.
العدوان مستمر… والمخاوف تتزايد
تؤكد التطورات الأخيرة أن إسرائيل مستمرة في تصعيد ميداني تدريجي يهدف إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في الجنوب السوري، سواء عبر القصف المدفعي أو التوغلات البرية أو من خلال التقارب غير المعلن مع قوى مسلحة تسيطر على أجزاء من المنطقة، بما يخدم استراتيجيتها في إضعاف الدولة السورية وإطالة حالة الفوضى.

