اجتماع أمني عاجل في إسرائيل بعد إصابة 5 جنود في رفح.. وتصعيد مرتقب رغم اتفاق وقف إطلاق النار

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء اجتماعًا أمنيًا طارئًا في أعقاب العملية التي استهدفت قوات الاحتلال شرق رفح، والتي أسفرت عن إصابة خمسة جنود أحدهم في حالة خطيرة، وفقا لما ذكرته القناة الإسرائيلية 12. ويأتي هذا التطور ليعيد التوتر مجدداً إلى مشهد يشهد هشاشة واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار القائم في قطاع غزة.
الاجتماع الذي حضره كل من وزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ومدير جهاز الشاباك ديفيد زيني، خُصص لمناقشة خيارات الرد العسكرية والأمنية المتاحة أمام إسرائيل، في ظل ما وصفته تل أبيب بـ"انتهاك خطير" للاتفاق من قبل حركة حماس.
نتنياهو يتوعد: لن نمرر الهجوم دون رد
وفي بيان منفصل، اتهم نتنياهو حركة حماس بأنها "تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن إسرائيل سترد على ما حدث بـ"الشكل المناسب".
وقال نتنياهو:
"منظمة حماس الإرهابية تواصل انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار وتنفيذ هجمات إرهابية ضد قواتنا. سياستنا واضحة: إسرائيل لن تسمح بالاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي."
وتسعى الحكومة الإسرائيلية، بحسب تصريحات القناة 12، إلى تحميل حماس المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق، تمهيدًا لتبرير خطوات عسكرية جديدة قد تشمل هجمات جوية وصاروخية مركّزة في مناطق جنوب القطاع.
موقف المؤسسة العسكرية: الرد بات ضرورة
خلال الاجتماع الأمني، أكّد رئيس الأركان إيال زامير أن الجيش "لا يمكنه السماح بمرور الهجوم دون رد"، مشدداً على أن أي تهاون قد يُنظر إليه كضعف، خاصة في ظل تمركز مجموعات مسلحة داخل شبكات الأنفاق شرق رفح.
ووفق مسؤول إسرائيلي كبير تحدث للقناة 12، فإن الهجوم الأخير "يمثل انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى وجود تنسيق كامل مع الولايات المتحدة بشأن التطورات الأخيرة، مع نقل رسائل واضحة لواشنطن حول ما وصفته إسرائيل بـ"خروقات حماس المتكررة".
تصعيد محتمل رغم الهدوء النسبي
تؤكد التقارير العبرية أن إسرائيل تدرس تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية المكثفة ضد أهداف في غزة، قد تشمل:
-
استهداف مجموعات مسلحة تتحصن في الأنفاق.
-
قصف مواقع تابعة لحماس في رفح وخان يونس.
-
تنفيذ عمليات محدودة على الأرض لتأمين حدود السيطرة الإسرائيلية جنوب القطاع.
ويأتي هذا وسط توقعات بأن أي رد كبير قد يعيد مشهد المواجهات إلى الواجهة، رغم الضغوط الدولية المستمرة للحفاظ على الاتفاق وتجنب تجدد الحرب.
خلفية الهجوم في رفح
شهدت المنطقة الشرقية لرفح اشتباكًا مسلحًا بدأ بخروج عناصر فلسطينية من نفق في المنطقة، قبل أن يتبادلوا إطلاق النار مع قوات لواء الجولاني. وأسفر الانفجار الذي استهدف مركبة عسكرية من نوع "نمر" عن إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية، ما أثار غضبًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية.
قراءة في المشهد: هل يتجه وقف إطلاق النار للانهيار؟
رغم تمسك الولايات المتحدة بمحاولة تثبيت الاتفاق، تشير التحركات الإسرائيلية إلى أن:
-
تل أبيب تبحث عن ذريعة لعمليات عسكرية جديدة في رفح تحديداً.
-
الحكومة الإسرائيلية تحاول توظيف الهجوم سياسيًا لتقوية موقفها الداخلي.
-
الاحتمال كبير أن تُستخدم الحادثة لتبرير ضربات واسعة قد تمتد إلى مناطق الوسط والجنوب.
يبقى موقف واشنطن عاملاً حاسمًا في تهدئة الأوضاع، لكن إسرائيل تبدو مصممة على الرد، ما قد يُدخل الاتفاق في مرحلة حرجة.

