الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

واشنطن تضغط وتل أبيب تناور… إعادة إعمار غزة تتحوّل إلى معركة سياسية جديدة داخل إسرائيل

غزة مدمرة
-

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن ضغوط أمريكية غير مسبوقة تُمارس خلف الأبواب المغلقة لدفع إسرائيل إلى الانتقال الفوري للمرحلة التالية من الاتفاق—مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة وبدء تنفيذ مشروع "غزة الجديدة". لكن في المقابل، يعيش المستوى السياسي في إسرائيل حالة ارتباك عميقة، إذ يصطدم المطلب الأمريكي بواقع ميداني معقد يجعل تل أبيب عاجزة عن الانتقال لما بعد الحرب.

نتنياهو في مأزق… والجيش يجهّز خطط العودة للقتال

وفق القناة 12، يعقد بنيامين نتنياهو خلال أيام اجتماعًا أمنيًا موسّعًا لمناقشة سيناريوهات حساسة، أبرزها:

  • إمكانية استئناف القتال في حال فشل تشكيل قوة دولية لنزع سلاح غزة.

  • مراجعة الخطط العملياتية الجديدة التي يعمل الجيش على إعدادها.

  • تقييم مدى جهوزية قوات الاحتلال لمواجهة أي تصعيد محتمل مع حماس.

وترى مصادر أمنية أن إسرائيل باتت أمام خيارين أحلاهما مُرّ:
إما الاستجابة للضغط الأمريكي والانتقال إلى الإعمار، أو العودة لدوامة المواجهات المسلحة.

المرحلة الثانية: إعمار “غزة الجديدة” يبدأ من رفح

معاناة غزة تتفاقم... و«فيلادلفيا» بلا حل

خلال اتفاق وقف إطلاق النار، تم الاتفاق على قيام الولايات المتحدة بقيادة عملية إعادة إعمار كبرى في المنطقة التي تُسمّيها إسرائيل "غزة الجديدة"، وهي الجزء الشرقي من القطاع بالقرب من الخط الأصفر داخل نطاق السيطرة الإسرائيلية.

وتكشف القناة 12 أن الإدارة الأمريكية اختارت رفح كنقطة انطلاق نموذجية لمشروع الإعمار، على أن تُنقل إليها أعداد من السكان بعد إعادة تأهيل البنية الأساسية.

لكن إسرائيل ترفض إعطاء الضوء الأخضر حتى الآن، مستندة إلى حجتين مركزيتين:

  1. عدم إعادة جميع جثث الأسرى.

  2. عدم وجود خطة واضحة ومُلزمة تضمن نزع سلاح حماس بالكامل.

فشل دولي في تشكيل القوة متعددة الجنسيات

حتى هذه اللحظة، لا توجد أي دولة—ولا حتى دولة واحدة—مستعدة لإرسال جنودها إلى غزة القديمة لنزع سلاح حماس.
القوة الدولية التي كانت واشنطن تروّج لها لم تتبلور، ولا توجد آلية قانونية أو عسكرية واضحة تضمن السيطرة على الميدان بعد الانسحاب الإسرائيلي.

ويعترف مسؤولون إسرائيليون بأن غياب هذه القوة يُبقي تل أبيب عالقة بين وقف الحرب واستحالة الخروج منها.

عمليات ميدانية في رفح رغم عدم بدء المرحلة الثانية

يحتاج أطفال غزة إلى الدعم المنقذ للحياة

ورغم الرفض السياسي للانتقال للمرحلة التالية، فإن جيش الاحتلال يتصرف وكأنه يستعد لها بالفعل:

  • إدخال معدات هندسية ثقيلة.

  • إزالة الأنقاض.

  • سد الأنفاق.

  • إنشاء شبكات بنية تحتية أولية (مياه – كهرباء).

  • تجهيز مناطق لإقامة “مدن خيام”.

ومع دخول الأسبوع المقبل، تتوقع القناة 12 زيادة النشاط الهندسي داخل رفح بشكل ملحوظ.

لكن المفارقة أن كل هذه التحركات—وفق التقرير—لا تعني استعداد إسرائيل لبدء الإعمار، بل تُعد “تهيئة ميدانية” قد تُستخدم للمساومة في المفاوضات مع واشنطن.

تل أبيب تضع شرطًا يكاد يكون مستحيلًا

تصرّ إسرائيل على شرط تعتبره واشنطن "غير واقعي"، وهو:

أن توافق حماس على نزع سلاحها بالكامل قبل بدء إعادة الإعمار.

وهو شرط يرى خبراء القناة 12 أنه يُستخدم كـ ذريعة سياسية لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية، لأن تل أبيب تدرك أن حماس لن تقبل بذلك، وأن أي قوة دولية غير موجودة أصلًا للقيام بهذه المهمة.

بين ضغط واشنطن ومأزق تل أبيب… غزة في الفراغ

في غزة... الأمطار تفاقم معاناة النازحين وتزيد المخاوف من الأمراض

المشهد الحالي يكشف عن 3 حقائق أساسية:

  1. أمريكا تريد نهاية الحرب الآن وترى أن إعادة الإعمار ضرورة سياسية وإنسانية.

  2. إسرائيل غير مستعدة ميدانيًا ولا سياسيًا للانتقال لمرحلة ما بعد الحرب.

  3. المجتمع الدولي غير قادر على تقديم البديل العسكري الذي يسمح بفك قبضة حماس على القطاع.

وهكذا يقف ملف غزة معلّقًا بين القتال والإعمار، بينما يعيش المواطن الفلسطيني تحت الركام وفوق خطوط الوعود الدولية التي لا تتحقق.