إسرائيل تكرر الاتهامات دون أدلة.. تقرير جديد يستهدف قبائل سيناء ويثير غضبًا قبليًا ومصريا

تتواصل سلسلة الاتهامات الإسرائيلية المتواصلة ضد مصر دون تقديم أي دليل مادي أو اعتراف رسمي من الجانب المصري ومؤخر أصدر موقع "سرجيم" العبري تقريرًا استخباراتيًا يتهم مجموعات من بدو سيناء بإدارة شبكة تهريب منظمة تعمل بين الحدود المصرية – الإسرائيلية.
هذه الاتهامات تأتي في ظل حملة إعلامية إسرائيلية موسعة تستهدف القاهرة والقبائل البدوية، وسط توتر سياسي واضح بعد مواقف مصر الرافضة لسياسات الاحتلال الأخيرة.
اتهامات إسرائيلية واسعة.. بلا وثائق أو تحقيقات
وبحسب التقرير العبري، فإن شبكة التهريب – كما يزعم – تتكون من 100 إلى 300 شخص ينتمون إلى عشيرتي العزازمة والترابين، وتعمل بتنظيم محكم لتهريب السلاح عبر الحدود.

وتدّعي الاستخبارات الإسرائيلية أن هذه المجموعات تعمل مع "جهات معادية" في المنطقة، خاصة المحور الإيراني–اليمني، لتزويد حماس وخلايا في الضفة الغربية والمجتمع العربي داخل إسرائيل بالأسلحة.
لكن اللافت أن التقرير لم يقدّم دليلًا واحدًا على صحة هذه المزاعم، كما لم تعلن أي جهة رسمية إسرائيلية نتائج تحقيق واضحة أو صورًا أو تسجيلات تؤكد صحة الاتهامات.
سيناريو الطائرات المسيرة: رواية إسرائيلية.. بلا إثبات
يتحدث التقرير عن استخدام طائرات مسيّرة قادرة على حمل 10 كيلوجرامات، تدّعي إسرائيل أنها:
-
تتوغل 2 كيلومتر داخل سيناء
-
ثم تعود 9 كيلومترات داخل أراضي الاحتلال
-
وتهبط في مناطق نائية لتسليم السلاح
ورغم ضخامة الرواية، لم تُرفق إسرائيل أي صور أقمار صناعية، أو تسجيلات، أو أدلة هندسية تدعم ما تقول.
بل إن بعض المحللين وصفوا الطرح بأنه محاولة لتبرير إخفاقات أمنية على الحدود الجنوبية.

قبائل سيناء ترد: "تشويه ممنهج للبدو ومحاولة للهروب من الفشل"
مصادر قبلية في سيناء رفضت الاتهامات بشدة، وأكدت أن:
-
الاتهام الجماعي لقبائل كاملة ظلم تاريخي
-
آلاف البدو يخدمون في الجيش المصري والشرطة
-
القبائل هي خط الدفاع الأول ضد التهريب والإرهاب
وقال وجهاء قبليون في اتصالات غير رسمية إن ما تنشره إسرائيل "حملة مدروسة لتشويه سمعة بدو سيناء" وتضييع حقيقة أن القبائل تعاونت مع الدولة المصرية في تطهير شبه الجزيرة من الإرهاب منذ عام 2013.
مصر تلتزم الصمت الرسمي.. وإسرائيل تواصل التصعيد الإعلامي
حتى اللحظة، لم تصدر مصر تعليقًا رسميًا على هذه المزاعم، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي توجه فيها تل أبيب اتهامات مشابهة دون أدلة.
ويلاحظ الخبراء أن هذه التقارير تتزامن مع:
-
تصاعد التوتر السياسي بين القاهرة وتل أبيب
-
الخلاف حول نشر قوات مصرية إضافية في سيناء
-
الغضب الإسرائيلي من الموقف المصري الرافض لأي مشروع تهجير للفلسطينيين
-
محاولات تل أبيب إلقاء اللوم على الخارج لتبرير فشلها الداخلي
خطوات إسرائيلية جديدة.. ومخاوف من تسييس الملف الأمني

ذكر التقرير أن جيش الاحتلال قرر افتتاح مركز قيادة مشترك بين الجيش والشاباك وشرطة الحدود، بزعم مكافحة "الممر الجوي السري".
ويرى محللون أن هذا التحرك دليل على:
-
ارتباك إسرائيلي حيال الوضع الأمني جنوبًا
-
محاولة خلق رواية جديدة لتبرير الإجراءات العسكرية
-
سعي لإلصاق أي نشاط إقليمي بخصوم إسرائيل التقليديين مثل إيران والحوثيين
توتر صامت بين القاهرة وتل أبيب
تأتي هذه الاتهامات وسط أجواء مشحونة، حيث تستنكر إسرائيل:
-
التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء
-
تشديد الرقابة على الحدود
-
انتشار قوات جديدة ضمن بنود مكافحة الإرهاب
بينما ترد القاهرة بأن كل هذه التحركات قانونية بالكامل ومطابقة لاتفاقية السلام.
حملات اعلامية خبيثة
اتهامات إسرائيل لبدو سيناء ليست جديدة، ولكن تكرارها دون تقديم أي دليل عمّق الشكوك حول دوافعها الحقيقية.
القبائل المصرية ترفضها، ومصر تلتزم ضبط النفس، بينما تمضي تل أبيب في حملة إعلامية يبدو أنها تهدف إلى:
-
صرف الأنظار عن إخفاقات أمنية داخلية
-
الضغط على القاهرة سياسيًا
-
تشويه صورة البدو المصريين الذين كانوا دومًا شركاء الدولة في حماية الحدود

