الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

مناورة عسكرية مصرية على الحدود الغربية تُقلق إسرائيل-- تفاصيل وفيديو المناورة

جيش مصر
-

رغم أن مصر كانت ولا تزال من أكبر دعاة السلام والاستقرار في المنطقة، فإنها في الوقت ذاته تُدرك مكانتها الجغرافية والتاريخية كدولة محورية لها جيش من أقدم وأعرق الجيوش في العالم، جيشٌ لا يسعى إلى الاعتداء على أحد، ولا يطمع في شبر خارج حدوده، لكنه — كأي جيش محترف — ملزم بأن يبقى في أعلى درجات الجاهزية لحماية أرضه وشعبه وسيادته من أي تهديد محتمل.

وفي هذا السياق، جاءت المناورة العسكرية الواسعة التي نفذتها القوات المسلحة المصرية في نطاق القيادة الغربية، لتُرسل رسالة مزدوجة:
رسالة طمأنينة للداخل بأن الجيش المصري يقظ وقادر، ورسالة احترام وردع للخارج بأن مصر لا تبتغي صراعًا، لكنها لا تتردد لحظة في حماية حدودها.

مناورة مصرية… وقلق إسرائيلي واضح

المناورة التي نُفذت مؤخرًا أثارت قلق الأوساط الأمنية والعسكرية في إسرائيل، بعدما بثّت وزارة الدفاع المصرية لقطات تُظهر تدريبات متقدمة تحاكي اختراق خطوط دفاع «العدو الافتراضي»، بمشاركة وحدات متكاملة من القوات البرية والجوية والمدفعية والقوات الخاصة.

موقع "ناتسيف نت" الإسرائيلي وصف المشهد بأنه "رسالة مصرية صريحة بأن الجيش حاضر لأي حرب مفاجئة"، رغم أن القاهرة تُؤكد دائمًا في خطابها الرسمي التزامها بالسلام وعدم رغبتها في الصراع.

أخلاق الفرسان… عقيدة الجيش المصري

بحسب مراقبين، فإن العقيدة القتالية المصرية تقوم على ثنائية واضحة:
السلام خيار استراتيجي، والقوة ضرورة وطنية.

فالجيش المصري — رغم قوته التنظيمية والتاريخية والتسليحية — لا يقوم بأي عمل عدائي خارج أراضيه، ولا ينتهك حدود الآخرين، لكنّه في الوقت ذاته يعتبر حماية حدوده مسؤولية لا تقبل التهاون.

تفاصيل المناورة: هجوم متكامل خلف خطوط العدو الافتراضي

المتحدث العسكري المصري أوضح أن التمرين شمل:

  • هجومًا مشتركًا لوحدات المشاة والمدرعات.

  • إسنادًا جويًا مباشرًا من الطائرات المقاتلة.

  • قصفًا مدفعيًا مكثفًا لشل مراكز قيادة الخصم.

  • مشاركة وحدات المظلات والصاعقة في عمليات اقتحام نوعية.

  • استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية وصواريخ مضادة للدبابات.

  • تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لحماية القوات المتقدمة.

وهدف التمرين — كما جاء في البيان — هو "اختراق خطوط العدو ومنعه من استعادة مواقعه"، وهو أسلوب قتالي متقدم يعكس تطور العقيدة المصرية من الدفاع البحت إلى الردع والهجوم الوقائي عند الضرورة.

رسائل القيادة العسكرية: حماية الوطن واجب مقدس

وزير الدفاع المصري اللواء عبدالمجيد صقر أكد عقب التمرين أنّ:

"الأداء المتميز للقوات يعكس جاهزيتنا لحماية الوطن والدفاع عن مصالحه على كل الاتجاهات الاستراتيجية."

أما قائد القيادة الغربية اللواء حاتم مصطفى زهران فأكد:

"قواتنا مستعدة لأداء أي مهمة مهما كانت التضحيات، فحماية الوطن ليست خيارًا بل واجبًا."

لماذا يقلق الإسرائيليون؟ قراءة من تل أبيب

التحليل الإسرائيلي يرى أن المناورة جاءت في توقيت حساس، في ظل:

  • توتر متصاعد على الحدود المصرية–الإسرائيلية.

  • تقارير عن تعزيز أمني مصري في سيناء.

  • مخاوف إسرائيلية من تهريب مسيرات ومعدات قد تصل إلى غزة.

  • تحالفات إقليمية جديدة تُعيد رسم خرائط القوة.

ويقول تقرير "ناتسيف نت" إن الجيش المصري "يضع جاهزيته القتالية في المرتبة الأولى"، وهو ما تراه إسرائيل مؤشرًا على استعداد مصري لمواجهة سيناريوهات متعددة — رغم أن القاهرة تُكرر دائمًا التزامها الكامل بمعاهدة السلام.

جيش لا يبدأ حربًا… لكنه لا يسمح بالاقتراب من حدوده المقدسة

تؤكد هذه المناورة أن مصر ستبقى دائمًا في صف السلام — ولكن بجيش قوي.
جيش يحترم قواعد القتال والأخلاق العسكرية، ولا يطمع في توسع أو صراع، لكنه أيضًا لن يسمح بأي تهديد لأمنه القومي أو لحدوده التي بعتبرها حدود مقدسة منذ فجر التاريخ.

مصر لا تسعى للحرب، لكنها مستعدة تمامًا لها إذا فُرضت عليها.
وهذه هي عقيدة الدول الكبرى التي تعرف قيمة السلام… وقيمة القوة معًا.