الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

شجار عنيف داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية يكشف الانهيار النفسي المتفاقم لجنود الاحتلال مع استمرار العدوان على غزة ولبنان

شجار داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية
-

ندلع مساء أمس الثلاثاء شجار عنيف بين جنود من لواء جفعاتي وآخرين من سلاح الهندسة القتالية داخل قاعة الطعام في قاعدة عسكرية شمال إسرائيل، في واقعة وثّقتها الكاميرات وتحوّلت إلى مادة للنقاش داخل الإعلام العبري.

وتُعد هذه الحادثة واحدة من سلسلة مؤشرات تكشف هشاشة الوضع الداخلي للجيش، وارتفاع معدلات التوتر والإجهاد والاحتقان النفسي بين الجنود، مع استمرار العدوان للعام الثاني على غزة، وتصاعد الاحتكاك العسكري على الجبهة اللبنانية.

الجيش الإسرائيلي يدين الحادث… لكن البيان لا يخفي عمق الأزمة النفسية

تحقيق شامل وإجراءات انضباطية

أصدر الناطق باسم جيش الاحتلال بيانًا أدان فيه الواقعة بشدة، وقال:

"الواقعة الظاهرة في الفيديو خطيرة ولا تتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي ولا مع السلوك المتوقع من جنوده وقادته."

وأضاف البيان أن الحادث يخضع لتحقيق شامل ومعمّق، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات قيادية وانضباطية على ضوء النتائج.

ورغم هذا التوجيه الرسمي، فإن مراقبين إسرائيليين يؤكدون أن تفشي العنف داخل القواعد العسكرية أصبح علامة متكررة ترتبط مباشرة بالحالة النفسية المنهارة للجنود.

الجيش الإسرائيلي يطرد ضابطين رفضا المشاركة بحرب غزة

فوضى داخل القاعة: الجنود يتراشقون الكراسي واللكمات

تُظهر اللقطات المتداولة مشهدًا أشبه بـ"حلبة مصارعة"، حيث قام الجنود برشق الكراسي البلاستيكية وتبادل اللكمات بالأيدي، بينما حاول آخرون الفصل بينهم وسط حالة من الفوضى التامة.

وسائل الإعلام العبرية أفادت بأن الشجار أسفر عن:

  • إصابات متفرقة بين الجنود

  • نقل بعضهم للعلاج

  • حالة صدمة داخل القاعدة

هذه التفاصيل تعكس مدى الاحتقان النفسي وغياب السيطرة داخل وحدات قتالية يفترض أنها مهيأة للانضباط.

أبعاد نفسية: لماذا تتزايد حالات العنف داخل الجيش الإسرائيلي؟

الإرهاق القتالي المستمر

منذ بدء العدوان على غزة واتساع المواجهات مع المقاومة في لبنان، يعمل جنود الاحتلال تحت:

  • ضغط عملياتي مستمر

  • خوف دائم من الكمائن والعبوات

  • تهديد صواريخ المقاومة

  • فقدان أصدقاء وزملاء في المعارك

هذا يولّد حالة من الإجهاد القتالي الذي يتطور سريعًا إلى سلوك عدواني.

انهيار منظومة القيادة

تعددت التقارير العبرية التي تشير إلى:

  • فوضى في توزيع المهام

  • تسرب أوامر متضاربة

  • تراجع ثقة الجنود بقادتهم

  • ارتفاع معدلات التمرد والانهيار النفسي

الخوف العميق من "المجهول" في غزة

غزة أصبحت بالنسبة للجنود الإسرائيليين:

  • بيئة قتالية ساحقة

  • مليئة بالأنفاق

  • مليئة بالكمائن

  • غير قابلة للتوقع

وهذا يضاعف التوتر ويخلق سلوكًا عدوانيًا داخليًا.

الصدمات المتراكمة

الجنود العائدون من القتال يشيرون إلى:

  • كوابيس ليلية

  • نوبات هلع

  • اكتئاب حاد

  • فقدان القدرة على التركيز

ومع غياب الدعم النفسي الحقيقي، يتحول هذا إلى انفجار داخلي في شكل عنف بين الجنود.

الإعلام العبري: الحادث ليس الأول… ولن يكون الأخير

صحف إسرائيلية قالت بوضوح إن هذا النوع من الشجارات:

  • يتزايد بشكل ملحوظ في القواعد العسكرية

  • يعكس انهيار الروح المعنوية

  • يكشف الشرخ الداخلي العميق في الجيش

  • يؤكد أن الجبهة الداخلية العسكرية ليست مستقرة

بل إن بعض المحللين حذروا من أن الجيش أمام أزمة انضباط حقيقية قد تؤثر على أدائه العملياتي.

ةشجار عنيف بين جنود بدو ومتشديين في قاعدة عسكرية بالنقب | رام الله

الخلاصة: الجيش الإسرائيلي يواجه نفسه قبل أن يواجه غزة ولبنان

حادثة الشجار ليست مجرد مشكلة انضباطية، بل:

  • مؤشر على الانهيار النفسي

  • دليل على الضغط الهائل الذي يعيشه الجنود

  • انعكاس لتراجع الثقة والروح القتالية

  • علامة على التصدعات الداخلية في جيش الاحتلال

ومع استمرار العدوان على غزة وتوسع الاشتباكات مع لبنان، يبدو أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة داخلية عميقة ربما تكون أخطر من المعارك الخارجية نفسها.