حدث تاريخي.. السيسي وبوتين يشاركان بالفيديو في تركيب وعاء أول مفاعل نووي مصري بمحطة الضبعة

محطة الضبعة تدخل مرحلة الحسم.. التكنولوجيا الأحدث عالميًا وتأكيد روسي: “المحطة على وشك توليد الكهرباء”
في لحظة تُسجَّل في تاريخ مصر الحديث، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي في الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية، الحدث الذي يمثل خطوة مفصلية في رحلة مصر نحو امتلاك أول محطة نووية سلمية لإنتاج الكهرباء بطاقة هائلة وبأعلى معايير الأمان العالمية.
الاحتفال لم يكن مجرد إجراء فني، بل إعلانًا عالميًا بأن مصر تدخل رسميًا عصر الطاقة النووية المتقدمة، بالشراكة مع العملاق الروسي روساتوم.

محطة الضبعة.. المشروع القومي الأضخم في تاريخ قطاع الطاقة المصري
تقع المحطة في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح، وتُعد أول محطة نووية في تاريخ مصر بطاقة إجمالية 4800 ميغاوات من خلال أربع وحدات من طراز:
VVER-1200 (الجيل الثالث المطور Gen III+)
وهي التكنولوجيا الأحدث عالميًا، المستخدمة فقط في عدد محدود جدًا من الدول، وتتميز بأنها:
-
الأكثر أمانًا مقارنة بأي تقنية نووية أخرى
-
الأعلى كفاءة من حيث التشغيل
-
الأقل تعرضًا للحوادث
-
قادرة على العمل لـ 60 عامًا قابلة للتمديد
التكنولوجيا تعتمد على فلسفة “الدفاع العميق”، وتضم أنظمة سلامة إيجابية وسلبية يمكنها العمل تلقائيًا دون كهرباء.

لماذا تُعد الضبعة “أأمن محطة نووية في العالم”؟
بناءً على المعايير الفنية المنشورة من “روساتوم”، فإن محطة الضبعة تمتلك مجموعة من عوامل الأمان غير المسبوقة:
1- معدل انصهار لقلب المفاعل أقل من مرة كل 10 ملايين سنة
وهو رقم يكاد يجعل السيناريوهات الكارثية مستحيلة.
2- أنظمة تبريد تعمل بدون كهرباء
تعتمد على الجاذبية الطبيعية، مما يعني استمرار عملها حتى في أسوأ الظروف.
3- مقاومة اصطدام طائرة تجارية ضخمة
المبنى يستطيع تحمّل اصطدام طائرة تزن 400 طن بسرعة 150 متر/ث.
4- مقاومة للزلازل والتسونامي والأعاصير
-
يتحمل زلازل حتى 0.3 ج
-
مقاوم لتسونامي بارتفاع 14 مترًا
-
يتحمل رياحًا بسرعة 250 كم/ساعة
5- مصيدة قلب المفاعل (Core Catcher)
جهاز فريد يمنع وصول أي مواد مشعة إلى البيئة حال حدوث انصهار كبير.
6- حواجز متعددة لمنع التسرب الإشعاعي
من بينها غلاف ضغط قوي وبناء خرسانة مسلحة متعددة الطبقات.
7- تأثير بيئي شبه معدوم
طاقة نظيفة لا تصدر غازات ضارة وتنتج كمية قليلة للغاية من النفايات المشعة تُخزّن بأمان كامل.
الكرملين: “الضبعة على وشك بدء التشغيل”
وفي تصريح لافت، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أعمال الإنشاء في محطة الضبعة تسير “بشكل ممتاز”، مؤكدًا وجود دلائل قوية على أن المحطة ستبدأ في توليد الكهرباء قريبًا جدًا.
وأكد بيسكوف أن التعاون مع مصر في هذا المشروع يمثل نموذجًا للعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
أهمية الحدث لمصر.. نقلة نوعية في مستقبل الطاقة
يمثل تركيب وعاء ضغط المفاعل خطوة ما قبل الأخيرة قبل البدء في الاختبارات الساخنة، مما يعني:
-
اقتراب تشغيل الوحدة الأولى
-
حصول مصر على مصدر طاقة ثابت وآمن لعقود
-
تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي
-
فتح أبواب جديدة للصناعة الثقيلة
-
خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة
-
دخول مصر رسميًا نادي الدول النووية السلمية
كما ستوفر المحطة قدرات كبيرة لشبكة الكهرباء المصرية، بما يرفع كفاءتها ويقلل أي أعطال مستقبلية.
تحول استراتيجي في مستقبل مصر الطاقي والاقتصادي
ما يحدث في الضبعة ليس مجرد مشروع هندسي، بل تحول استراتيجي في مستقبل مصر الطاقي والاقتصادي.
ومع اقتراب بدء التشغيل، تصبح مصر أمام واحدة من أهم المحطات النووية وأكثرها أمانًا في العالم، وهي خطوة تمهد لعصر جديد من التنمية والصناعة والطاقة النظيفة.

