إسرائيل على حافة الانفلات الأمني… البؤرة “تسور مشغافي” تشعل الضفة واستغاثة أمنية: السيطرة تتلاشى!

مواجهات تخرج عن السيطرة بعد إخلاء بؤرة استيطانية “غير قانونية” جنوب بيت لحم
في تطور خطير يعكس هشاشة المشهد الأمني الإسرائيلي في الضفة الغربية، حذّر مصدر أمني إسرائيلي مساء الاثنين من أن إسرائيل “على وشك فقدان السيطرة كاملة في الضفة الغربية”، وذلك في أعقاب موجة عنف استيطاني هي الأعنف منذ أشهر.
وجاء هذا التحذير بعد ساعات قليلة من إخلاء البؤرة الاستيطانية غير القانونية “تسور مشغافي” في منطقة غوش عتصيون جنوب بيت لحم، وهو الإجراء الذي فجّر حالة غضب عارمة بين المستوطنين وفتح الباب أمام اعتداءات ممنهجة على قرى فلسطينية محيطة.
اشتعال الضفة الغربية بعد الإخلاء… المستوطنون ينتقمون بالنار
حرق منازل وسيارات في قرية الجبعة
![]()
أكدت القناة 12 العبرية أن عشرات المستوطنين نفذوا سلسلة اعتداءات خطيرة عقب عملية الإخلاء، حيث أضرموا النار في منزل فلسطيني وعدة مركبات في قرية الجبعة القريبة من البؤرة.
ورصدت القناة تحركات لمستوطنين ملثمين حاولوا اقتحام قرى فلسطينية مجاورة، بينما أبلغ السكان المحليون عن إصابة فلسطيني واحد على الأقل جراء الاعتداءات.
انتقال العنف إلى سعير… موجة جديدة من الحرق والتخريب
ولم تقتصر الاعتداءات على الجبعة؛ فقد شهدت بلدة سعير مشاهد مشابهة، تخللتها عملية حرق منزل وسيارة، وإصابة فلسطينيين آخرين، في تصعيد يعكس توسع موجة الانتقام بعد إخلاء البؤرة.
الجيش الإسرائيلي يستنفر… واعتراف “خطير” بالعجز
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا شديد اللهجة، جاء فيه:
“العنف الذي يقوم به مواطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين يمثل ضررًا مباشرًا للأمن ويشتت انتباه القادة والجنود عن مهام إحباط الإرهاب.”
وأضاف البيان أن قوات الجيش والشرطة تبحث عن منفذي الاعتداءات، مشددًا على أن الأحداث لا تزال مستمرة.
هذا البيان – وفق محللين – يحمل اعترافًا ضمنيًا بأن المؤسسة الأمنية غير قادرة على ضبط المستوطنين المتطرفين، خصوصًا في المناطق المسماة بـ“نقاط الاحتكاك الساخنة”.

“فتية التلال” يدخلون على الخط… والانتقام بدأ
قبيل عملية الإخلاء، انتشرت دعوات مكثفة بين المستوطنين للحشد في موقع البؤرة لمنع تنفيذ القرار. وبعد الإخلاء، نشر نشطاء “فتية التلال” بيانًا توعّدوا فيه بردّ ثقيل.
ويُعرف “فتية التلال” بأنهم مجموعة استيطانية متطرفة مسؤولة عن:
-
شن هجمات على القرى الفلسطينية
-
إحراق الممتلكات
-
رشق السيارات
-
مهاجمة الجيش الإسرائيلي نفسه أحيانًا
وقد تضاعف نشاطهم خلال العامين الماضيين في ظل دعم سياسي غير مباشر من وزراء يمينيين داخل الحكومة الإسرائيلية.
تحليل: هل تدخل الضفة مرحلة “الانفلات الكامل”؟
يرى خبراء أمنيون أن التحذير الإسرائيلي يعكس مرحلة خطرة، خصوصًا مع وجود 3 عوامل متداخلة:
تفكك السيطرة الأمنية في مناطق التماس
الجيش منشغل بعملياته في غزة والشمال، ما خلق فراغًا تستغله مجموعات المستوطنين لفرض واقع بديل على الأرض.
ضعف التنسيق الأمني
التوتر السياسي المستمر بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي أدى إلى تراجع التنسيق الأمني، وهو ما يفتح الطريق أمام الفوضى.
صعود نفوذ المتطرفين داخل الحكومة
وجود وزراء داعمين للاستيطان يمنح مجموعات مثل “فتية التلال” جرأة أكبر على تحدي الجيش نفسه.
وبذلك، قد تكون الضفة الغربية مقبلة على موجة عنف لا يستطيع الجيش السيطرة عليها بسهولة، خصوصًا في جنوب بيت لحم والخليل.
ما هي البؤرة “تسور مشغافي” ولماذا أثارت كل هذا الغضب؟
أنشأ المستوطنون البؤرة قبل أشهر بشكل غير قانوني وفق القانون الإسرائيلي نفسه، وقد صدرت أوامر بإزالتها عدة مرات لكن تنفيذها كان يؤجل بسبب ضغوط سياسية.
إلا أن تنفيذ الإخلاء اليوم فجّر أزمة داخلية عميقة:
-
المستوطنون اعتبروا القرار “خيانة”
-
اليمين المتطرف وصف الإخلاء بأنه “إذعان للفصائل الفلسطينية”
-
الجيش يؤكد أنّ ترك البؤرة يمثل خطرًا أمنيًا أكبر
وبين هذا وذاك، دفع الفلسطينيون ثمن التصعيد عبر الاعتداءات التي أعقبت الإخلاء.
إشعال المستوطنين النار في القرى الفلسطينية
الوضع في الضفة الغربية يسير نحو مرحلة انفلات خطيرة، بحسب تقديرات إسرائيلية نفسها، مع إشعال المستوطنين النار في القرى الفلسطينية وتصاعد تهديد “فتية التلال”.
ولعل أخطر ما كشفته الأحداث اليوم هو اعتراف المؤسسة الأمنية بأن قبضتها على الأرض بدأت تتلاشى، في وقت تستعد فيه الضفة لمزيد من التوترات.

