الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الحوثيون يرحبون بموقف روسيا والصين ويدينون “ازدواجية المعايير” في مجلس الأمن

مقاتلي الحوثي بالبمن
-

امتناع روسي–صيني يغيّر مشهد التصويت في مجلس الأمن

رحبت جماعة أنصار الله (الحوثيون) بموقف روسيا والصين بعد امتناعهما عن التصويت على قرار تجديد العقوبات المفروضة على اليمن في مجلس الأمن، معتبرة أن هذا الموقف "يعكس رفضًا واضحًا للضغوط الغربية" ويشكّل تحولًا في طريقة تعاطي القوى الكبرى مع الملف اليمني الذي ظلّ طوال سنوات ساحة لصراع النفوذ الدولي.

وأشارت الجماعة إلى أن امتناع موسكو وبكين عن دعم تجديد العقوبات يكشف – وفق رؤيتها – بداية تشققات في الإجماع الغربي الذي ظلّ يفرض أجندته على مؤسسات الأمم المتحدة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015.

الحوثيون: مجلس الأمن يمارس “أسوأ نماذج ازدواجية المعايير”

اتهامات مباشرة للغرب بدعم إسرائيل والتغاضي عن جرائم غزة

الحوثيون يرحبون بموقف روسيا والصين ويدينون

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، قال محمد الفرح، عضو المكتب السياسي للجماعة، إن مجلس الأمن الدولي يواصل تقديم "أسوأ نماذج ازدواجية المعايير"، مشيرًا إلى أن المجلس وقف لسنوات "متفرجًا على جرائم الإبادة الجماعية في غزة" بينما يدعم ما أسماه "العدو الصهيوني" سياسيًا وعسكريًا.

“حقوق الإنسان الغربية فقط”

وأضاف الفرح أن مفهوم حقوق الإنسان في مجلس الأمن أصبح – من وجهة نظرهم – مقتصرًا على "الإنسان الغربي"، فيما تتلاشى قيم العدالة والإنصاف عندما يتعلق الأمر بشعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب اليمني والفلسطيني.

اتهامات غاضبة: مجلس الأمن منصة لـ“تقاسم المصالح الغربية”

انتقاد مباشر للولايات المتحدة

واعتبر الفرح أن المجلس تحول إلى "منصة لتقاسم المصالح الغربية"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تستحوذ على أغلب القرارات المصيرية وتمارس ضغوطًا سياسية واقتصادية لخدمة حلفائها في الشرق الأوسط، والمقصود هنا – بحسب تصريحه – إسرائيل والسعودية تحديدًا.

عقوبات على اليمن لخدمة الأهداف الصهيونية

وقال الفرح إن العقوبات المفروضة على اليمن "قد استُخدمت كأداة لخدمة الأهداف الصهيونية"، متهمًا واشنطن والدول الغربية بـ"معاقبة الشعب اليمني سياسيًا واقتصاديًا" مقابل استمرار دعمها العسكري والمالي لإسرائيل في حرب غزة.

ترحيب حوثي بموقف موسكو وبكين

“موقف إيجابي يرفض الإملاءات الغربية”

أكد الفرح أن جماعة أنصار الله "تثمّن امتناع روسيا والصين عن التصويت"، معتبراً أن الخطوة تمثل رفضًا للضغوط الأمريكية والأوروبية، ورسالة بأن نظام العقوبات لم يعد يحظى بغطاء دولي موحد كما كان في السنوات السابقة.

ويرى مراقبون أن الموقف الروسي–الصيني يأتي في سياق تغيّر ميزان القوى العالمي، وتنامي التوتر بين الشرق والغرب في ملفات أوكرانيا وتايوان وغزة، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على الملفات الإقليمية كاليمن وسوريا.

الجماعة: ثابتون في دعم غزة… ومستمرون في مواجهة “الهيمنة الأمريكية”

خطاب سياسي يتجه نحو التصعيد الإقليمي

جدد الفرح تأكيد أن أنصار الله "ثابتون على موقفهم المساند لغزة"، مشددًا على استمرار الجماعة في "مناهضة الهيمنة الأمريكية والغربية على شعوب المنطقة".
وأشار إلى أن الحوثيين سيتعاملون "بالمثل مع كل من يعتدي على مصالح الشعب اليمني أو يمس سيادته واستقلال قراره".

انعكاسات محتملة على المشهد الأمني في البحر الأحمر

يرى محللون أن الخطاب الحوثي في الآونة الأخيرة، والذي يتزامن مع عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي، يوحي باستراتيجية أكثر جرأة في مواجهة النفوذ الأمريكي وحلفائه، وسط تصاعد التوترات بسبب حرب غزة والعقوبات الدولية.

تحليل سياسي: ماذا يعني الموقف الروسي–الصيني بالنسبة للحوثيين؟

أولًا: تعزيز شرعية الحوثيين في الساحة الدولية

امتناع موسكو وبكين يُنظر إليه لدى الجماعة كنوع من القبول غير المباشر بوجودها كقوة سياسية وعسكرية حقيقية على الأرض.

ثانيًا: رسالة إلى واشنطن بأن العقوبات ليست أبدية

ترى الجماعة أن التصويت الأخير يؤكد أن نظام العقوبات بدأ يفقد زخمه، وأن مجلس الأمن لم يعد بأغلبية مطلقة مع تمديد العقوبات دون اعتراض.

ثالثًا: ارتباط الموقف بالأحداث الدولية الكبرى

يتزامن هذا التحول مع:

  • الحرب في أوكرانيا

  • الصراع الأمريكي–الصيني

  • التوترات في الشرق الأوسط
    ما يجعل الملف اليمني ورقة للمساومات الجيوسياسية.

مجلس الأمن يعكس مرحلة جديدة من الصراع السياسي والدبلوماسي حول اليمن

ترحيب الحوثيين بموقف روسيا والصين، ورفضهم ما يسمونه "ازدواجية المعايير" في مجلس الأمن، يعكس مرحلة جديدة من الصراع السياسي والدبلوماسي حول اليمن.
وفي ظل استمرار العقوبات وتفاقم التوتر الإقليمي، يبدو أن المشهد اليمني سيبقى رهينة لميزان القوى الدولي، بينما تستمر الجماعة في توظيف موقفها السياسي لصالح نفوذ متزايد داخل اليمن وخارجه.