الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

موت على قوائم الانتظار.. معاناة المرضى في غزة تتفاقم و900 ضحية بسبب تأخر الإجلاء الطبي

مرضي في غزة
-

في مشهد يلخص حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ شهور، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد على 900 مريض فقدوا حياتهم بسبب تأخر عمليات الإجلاء الطبي للعلاج خارج القطاع، في وقت تنهار فيه المنظومة الصحية تحت وطأة الحصار ونقص الوقود والمستلزمات.

أرقام صادمة.. آلاف العالقين وحالات حرجة تنتظر اجتياز المعبر

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، لا يزال نحو 16,500 مريض في غزة بانتظار الموافقة على الخروج للعلاج، من بينهم 4,000 طفل يعانون أمراضًا خطيرة تستلزم الإجلاء العاجل.

الإيجارات في غزة... رحلة شقاء جديدة يخوضها النازحون تحت القصف

وتصف المنظمة هذا الوضع بأنه "سباق مع الموت"، حيث أصبح كل يوم يمر دون إخلاء طبي بمثابة حكم إعدام بطيء على الحالات الحرجة.

تيدروس: فتح المعابر ضرورة عاجلة لإنقاذ الأرواح

وجدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، دعوته لفتح جميع المعابر «فورًا»، والسماح بحرية تنقل الفرق الطبية والإنسانية من وإلى القطاع.

وأكد تيدروس أن الإغلاق المستمر للمعابر وعرقلة نقل المرضى أديا إلى انهيار شبه كامل للبنية الصحية، خاصة في ظل العجز الحاد في الدواء، وانقطاع الوقود عن المستشفيات، وغياب المعدات الأساسية.

منظومة صحية منهكة.. والمستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها

وأوضحت المنظمة أن المستشفيات في غزة تعمل اليوم بما لا يتجاوز 40% من طاقتها التشغيلية، فيما تفتقر وحدات العناية المركزة وأقسام الطوارئ إلى التجهيزات الأساسية لإنقاذ المرضى.

ورغم الظروف القاسية، تمكنت منظمة الصحة العالمية منذ مايو 2024 من تنفيذ 119 مهمة إجلاء طبي، تم خلالها نقل 8,000 مريض، بينهم 5,500 طفل، إلا أن هذه الجهود لا تغطي سوى جزء ضئيل من حجم الحاجة الفعلية.

الإيجارات في غزة... رحلة شقاء جديدة يخوضها النازحون تحت القصف

أطفال تحت الخطر.. وقصص مؤلمة خلف الأرقام

خلف كل رقم من هذه الأرقام المعلنة قصة إنسانية موجعة؛ أطفال ينتظرون علاجًا لا يمكن توفيره داخل القطاع، ومرضى سرطان تدهورت حالتهم بسبب انقطاع العلاج الكيماوي، وكبار سن يعانون أمراض القلب والكلى دون إمكانية إجراء الجراحات أو الغسيل الكلوي المنتظم.

ويؤكد أطباء محليون أن الكثير من المرضى يموتون أمام أعينهم لأن المستشفيات لا تملك ما تقدمه لهم سوى "محاولة تخفيف الألم".

جهود محدودة لإصلاح نظام صحي منهار

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع شركائها المحليين والدوليين على إعادة تأهيل النظام الصحي وترميم جزء من الدمار الذي طال البنية الطبية، إلا أن استمرار الحصار والعمليات العسكرية يجعل الوصول إلى المرافق الطبية وتنفيذ أي خطة إصلاح أمرًا شديد الصعوبة.

خلاصة المشهد.. معاناة تتجاوز حدود الطب

ما يحدث في غزة اليوم ليس أزمة صحية فحسب، بل كارثة إنسانية كاملة الأركان، حيث أصبح المرضى—لا سيما الأطفال—ضحايا للحصار قبل المرض.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن إنقاذ الأرواح يتطلب قرارًا سياسيًا بفتح المعابر، وتمكين المرضى من الوصول إلى العلاج، فالتأخير لم يعد مجرد تأخير، بل فصل مأساوي جديد يضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة.