إندونيسيا تُعلن جاهزية 20 ألف جندي للمشاركة في قوة حفظ السلام بغزة.. مهام إنسانية وصحية وبنائية

كشف وزير الدفاع الإندونيسي سيفري سمسودين عن استعداد بلاده لتجهيز قوة عسكرية ضخمة يصل قوامها إلى 20 ألف جندي، جرى تدريبهم خصيصًا لتنفيذ مهام إنسانية وصحية وبنائية ضمن عملية حفظ السلام المحتملة في القطاع.
وأكد الوزير، خلال حديثه للصحفيين، أن بلاده رفعت درجة الجاهزية إلى “الحد الأقصى”، مشيرًا إلى أن الجيش الإندونيسي ركّز في تدريبه على مجالات الرعاية الصحية، إعادة الإعمار، والبناء، وهي المهام التي يُتوقع أن تكون الأكثر إلحاحًا في غزة بعد أشهر من الدمار الواسع.
وقال سمسودين:
"لقد جهزنا 20 ألف جندي كحد أقصى، لكن المواصفات ستركز على الصحة والبناء."
وأوضح أن جاكرتا تنتظر القرار النهائي بشأن طبيعة عملية السلام الدولية في غزة، وكذلك تحديد دور إندونيسيا داخل القوة المزمع تشكيلها، مضيفًا أن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو سيكون هو صاحب القرار النهائي في تحديد موعد وعدد القوات التي سيتم نشرها.
دور إنساني بامتياز.. وليس مهام قتالية
وفق التصريحات الرسمية، لا تهدف المشاركة الإندونيسية المحتملة إلى الانخراط في أي مهام قتالية، بل تركز على:
-
تقديم الدعم الطبي للمستشفيات المدمرة والجرحى
-
إعادة إعمار البنية التحتية المهدمة
-
إقامة مراكز إيواء مؤقتة
-
المساهمة في بناء مرافق أساسية داخل القطاع
ويُعد هذا الإعلان من أكبر الالتزامات الدولية المعلنة لدعم غزة من دولة واحدة، ويعكس رغبة إندونيسيا—أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان—في لعب دور محوري في جهود إعادة إعمار القطاع ودعم سكانه.
ترقب دولي لتشكيل قوة حفظ السلام
يأتي هذا الإعلان في وقت تتواصل فيه التحركات داخل مجلس الأمن الدولي لمناقشة قرار أمريكي يحدد آلية إنشاء قوة دولية لحفظ السلام في غزة، وسط خلافات سياسية، واعتراضات إسرائيلية، وطرح روسي مضاد.
وتُعد إندونيسيا من الدول التي أعلنت انفتاحها المبكر على المشاركة، فيما لا تزال دول أخرى مترددة بسبب المخاوف الأمنية والاشتباكات المتقطعة داخل القطاع.
إندونيسيا ودعم القضية الفلسطينية
لطالما تبنّت جاكرتا موقفًا داعمًا بقوة للحقوق الفلسطينية، وترفض التطبيع مع تل أبيب، وتدعو باستمرار إلى حل الدولتين، وتنظيم مساعدات إنسانية لغزة والضفة الغربية. وتعد المشاركة المحتملة في قوات حفظ السلام امتدادًا لدورها السياسي والتاريخي في دعم الفلسطينيين.

