ليبرمان يفتح النار على حكومة نتنياهو: “إسرائيل أصبحت مهمّشة… والاقتصاد على حافة الانهيار”

قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل أصبحت مهمّشة في مجتمع الأعمال العالمي، محذرًا من أن استمرار الإدارة الحالية يعني انهيارًا اقتصاديًا وشيكًا.
وجاءت تصريحات ليبرمان وفق ما نقله موقع "والا" العبري، لتسلّط الضوء على حالة الاحتقان الداخلي والانقسام المتزايد داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.
تصريحات صادمة: “الأميركيون هم من يديرون إسرائيل… ولولاهم لكنا أسوأ بكثير”
في انتقاد غير مسبوق تجاه الحكومة، قال ليبرمان إن الوضع داخل إسرائيل بلغ درجة من الضعف جعلت الولايات المتحدة هي التي تدير فعليًا السياسات الإسرائيلية، مضيفًا بسخرية لاذعة:
"علينا أن نشكر الأميركيين… فلولاهم لكان وضعنا أسوأ بكثير."
هذا التصريح يعكس رؤية ليبرمان بأن الحكومة الحالية فقدت قدرتها على اتخاذ القرارات، وأن الدعم الأميركي أصبح طوق نجاة سياسي واقتصادي للحكومة، وليس شراكة استراتيجية كما كانت تصوَّر دائمًا.
خلفيات الأزمة: اقتصاد يترنّح وقيادة متخبّطة

تصريحات ليبرمان لا تأتي في فراغ، بل ترتبط بسياق أعمق يشهده الاقتصاد الإسرائيلي الذي تأثر بعدة عوامل، أبرزها:
1. الحرب في غزة واستنزاف الموارد
تقدّر تقارير إسرائيلية أن الحرب تسببت في خسائر مالية ضخمة، وانهيار قطاعات مثل السياحة، وتراجع الاستثمارات الأجنبية.
2. هروب الشركات العالمية
ذكرت مؤسسات اقتصادية أن شركات كبرى جمدت استثماراتها أو نقلت نشاطاتها خارج إسرائيل بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي.
3. أزمة التجنيد وهجرة الأدمغة
تسببت قرارات الحكومة في خلافات اجتماعية واسعة، أدت إلى زيادة هجرة العلماء ورواد الأعمال، ما أدى إلى ضعف قطاع التكنولوجيا، وهو ركيزة الاقتصاد الإسرائيلي.
4. اعتماد متزايد على الولايات المتحدة
سواء عبر الدعم العسكري أو التمويل الطارئ أو التأثير الدبلوماسي، أصبحت إسرائيل تعتمد بشكل غير مسبوق على واشنطن لضمان بقائها الإستراتيجي والاقتصادي، وهو ما وصفه ليبرمان بـ "الإدارة الأميركية غير المعلنة للدولة".
ليبرمان vs نتنياهو: صراع طويل يتجدد
تصريحات ليبرمان ليست الأولى ضد حكومة نتنياهو، فهي تأتي ضمن صراع سياسي مفتوح منذ سنوات بين الرجلين، لكن حدتها تعكس:
-
شعورًا متزايدًا داخل المعارضة بأن إسرائيل تنحدر نحو أزمة شاملة
-
اتهامات للحكومة بالفشل في إدارة الحرب والملف الاقتصادي
-
حالة تآكل الثقة الداخلية والدولية بقيادة نتنياهو
ويرى محللون أن ليبرمان يسعى أيضًا لتعزيز موقعه السياسي قبل أي انتخابات مقبلة، مستخدمًا لغة صادمة لجذب الجمهور القلق من الوضع الاقتصادي.
هل تنهار إسرائيل اقتصاديًا؟ قراءة تحليلية لمستقبل الأزمة
تحذير ليبرمان من “انهيار الاقتصاد” قد يبدو مبالغًا فيه، لكنه يستند إلى مؤشرات حقيقية:
تراجع الاستثمارات الأجنبية
الشركات العالمية تخشى المخاطرة في سوق يعاني توترًا مستمرًا، خاصة مع اتساع رقعة الحرب واحتمالات المواجهة الإقليمية.
ارتفاع العجز المالي
التكاليف اليومية للحرب، وتعويضات المتضررين، وتكاليف إعادة الانتشار العسكري، رفعت العجز المالي لمستويات لم تشهدها إسرائيل منذ سنوات.
تراجع الائتمان الدولي
وكالات التصنيف الائتماني حذرت من إمكانية خفض التصنيف إن استمر الوضع الأمني والسياسي على حاله.
أزمة داخلية تضرب ثقة المستثمرين
الاحتجاجات الداخلية، والانقسام الحاد، ومحاولات تعديل القضاء سابقًا، كلها أثّرت على ثقة رجال الأعمال.
خلاصة: إسرائيل أمام مفترق طرق خطير
تصريحات ليبرمان ليست مجرد هجوم سياسي، بل ناقوس خطر يعكس:
-
أزمة قيادة
-
أزمة ثقة دولية
-
أزمة اقتصادية خانقة
-
اعتماد متزايد على الولايات المتحدة
وبينما تستمر الخلافات داخل الحكومة وخارجها، يبدو أن إسرائيل تدخل مرحلة هي الأخطر منذ عقود، ليس فقط على المستوى العسكري، بل على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

