الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

بعد تزايد هجمات المستوطنين… إحراق مسجد في الضفة يثير قلق الأمم المتحدة وتراخي سلطات الاحتلال في حماية الفلسطينيين

حراق مسجد ديراستيا
-

عبّر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قلق بالغ إزاء التقارير حول إقدام مستوطنين متطرفين على إحراق مسجد "الحاجة حميدة" في بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت، مؤكّدًا أن ما يحدث يعكس مستوى خطيرًا من الانفلات والاعتداءات الطائفية.

الهجوم يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تصاعدت حدّتها مؤخرًا، وسط ترخّي واضح من سلطات الاحتلال في حماية السكان الفلسطينيين وأماكن عبادتهم، الأمر الذي اعتبرته جهات حقوقية تقصيرًا متعمّدًا يعزز من جرأة المستوطنين.

الأمم المتحدة: الهجوم مقلق للغاية… وعلى إسرائيل حماية الجميع

قال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية إن حادثة إحراق المسجد "مقلقة للغاية" في ظل تزايد عنف المستوطنين خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن الهجمات لم تعد فردية بل باتت نمطًا مُمَنْهَجًا يستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم.

وأضاف أن على سلطات الاحتلال الإسرائيلي واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا بالتحقيق في الجريمة ومحاسبة مرتكبيها، وضمان حماية جميع المدنيين دون تمييز.

وأكد أن مسلسل الاعتداءات على المساجد والبيوت والمزارع الفلسطينية يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.

تفاصيل الهجوم: تكسير النوافذ وسكب مواد حارقة داخل المسجد

بحسب الناشط ضد الاستيطان نظمي سلمان، فقد قامت مجموعة من المستوطنين المتطرفين فجر الخميس باقتحام مسجد "الحاجة حميدة"، بعد أن حطموا إحدى نوافذه ثم سكبوا داخلها مادة حارقة أدت إلى اشتعال النيران في جزء من المسجد.

الخسائر المبدئية شملت:

  • احتراق جزء من المصلى الداخلي

  • تضرر عدد من السجاد

  • انتشار روائح المواد المشتعلة داخل المسجد

  • خطّ شعارات عنصرية ومعادية للإسلام على الجدران الخارجية

وأشار شهود عيان إلى أن غياب أي وجود أمني في المنطقة سهّل على المستوطنين تنفيذ الهجوم دون رادع، في ظل نهج متكرر يجعل الفلسطينيين هدفًا مباشرًا للعنف.

تصاعد هجمات المستوطنين… ومخاوف من انفجار الوضع في الضفة

الهجوم الأخير ليس معزولًا؛ فقد سجّلت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية ارتفاعًا شديدًا في اعتداءات المستوطنين منذ بداية العام، تشمل:

  • حرق منازل ومركبات

  • اقتلاع أشجار الزيتون

  • الاعتداء الجسدي على المزارعين والرعاة

  • إطلاق النار في مناطق قريبة من القرى

  • هجمات منظمة على مساجد وكنائس

ويرى مراقبون أن تراخي سلطات الاحتلال في ملاحقة الجناة شجعهم على الانتقال من التخريب إلى الهجمات الخطيرة التي تستهدف دور العبادة، بما يهدد بإشعال الضفة الغربية.

حماية الفلسطينيين… غائبة أم مُعلّقة؟

رغم المناشدات الدولية، لم تُظهر سلطات الاحتلال حتى الآن إجراءات حقيقية لوقف هجمات المستوطنين، ما جعل الفلسطينيين يعيشون في فراغ أمني متعمّد، بينما يوفر الجنود الإسرائيليون في كثير من الأحيان غطاءً للمستوطنين أثناء تنفيذ اعتداءاتهم.

ويؤكد خبراء قانون دولي أن الاحتلال مسؤول بالكامل بموجب اتفاقيات جنيف عن حماية السكان الواقعين تحت السيطرة، وأن فشله في ذلك يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

الحادث جزء من سياق عنف مستمر يضرب الضفة الغربية

الهجوم على مسجد "الحاجة حميدة" ليس مجرد حادثة منفصلة، بل هو جزء من سياق عنف مستمر يضرب الضفة الغربية، في ظل تراجع الدور الأمني للاحتلال وتزايد جرأة المستوطنين. وبينما ترتفع أصوات المجتمع الدولي محذرة، يبقى الفلسطينيون في مواجهة مباشرة مع اعتداءات خطيرة تستهدف وجودهم وأمنهم وهويتهم.