طهران تلوّح بزوال “الكيان” وتحيي ذكرى مهندس صواريخها

في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل عقب الضربة الإيرانية التي استهدفت العمق في تل أبيب وردّ الاحتلال بضربات مضادة، خرجت طهران مجددًا برسائل نارية تُظهر أن المواجهة بين الطرفين لم تنتهِ، وأن كلا الجانبين يحاول ترسيخ صورة “المنتصر”.
وخلال إحياء الذكرى الـ14 لمقتل حسن طهراني مقدم، الملقب بـ"أب البرنامج الصاروخي الإيراني"، أطلق المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال رشيد شكارجي، تصريحات حادّة اعتبرها مراقبون امتدادًا لحرب الرسائل التي تلت المواجهة العسكرية الأخيرة.

إيران: “أمنية زوال إسرائيل ستتحقق قريبًا”
قال شكارجي خلال كلمته:
"إيران لن تضعف أبدًا أمام أي تهديد، وأمنية زوال الكيان الإسرائيلي ستتحقق قريبًا"
من دون أن يوضّح المقصود بتوقيت أو شكل هذا “التحقق”.
التصريح جاء في لحظة حسّاسة، بعد أسابيع من القصف الإيراني على تل أبيب الذي وصفته طهران بـ"الضربة العقابية"، بينما أعلن الاحتلال أنه "أسقط معظم الصواريخ" وأن ردّه "أعاد الأمور إلى توازن الردع".
هكذا يحاول الطرفان — كلٌ بطريقته — الظهور بمظهر المنتصر في مواجهة تُعدّ الأخطر منذ عقود.
ذكرى طهراني مقدم.. رسالة صاروخية في توقيت ملتهب
حسن طهراني مقدم، الذي لقي مصرعه في انفجار مستودع صواريخ غرب طهران في نوفمبر 2011، يُعدّ الأب الروحي للمنظومة الصاروخية الإيرانية التي استخدمت في الهجوم الأخير.
اختيار ذكرى مقتله لإطلاق تصريحات التهديد يحمل عدة رسائل:
-
تأكيد ارتباط قوة إيران الصاروخية بإرث طهراني مقدم
-
التذكير بأن البرنامج الصاروخي تطور رغم الضغوط والعقوبات
-
الإشارة إلى استمرار إيران في الاستثمار في الردع العسكري
وقال شكارجي:
"دماء الشهداء تزيدنا قوة… وطهراني مقدم حمل أمل زوال إسرائيل."
الحرس الثوري يفتتح معرضًا للصواريخ والمسيرات
بالتزامن مع الذكرى، افتتح الحرس الثوري الإيراني معرضًا جديدًا في طهران، استعرض خلاله:
-
صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى
-
طائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية
-
أنظمة توجيه ورادارات حديثة
ويعتبر هذا العرض العلني جزءًا من “استعراض القوة” بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، ورسالة مفادها أن إيران قادرة على تكرار الضربة بل وتوسيع نطاقها.
صراع مستمر.. ونصر يُعلنه كل طرف بطريقته

بعد الضربة الإيرانية في تل أبيب وما تلاها من ردود إسرائيلية محدودة، يحاول كل طرف تثبيت معادلة جديدة:
-
إيران: أثبتت قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي مباشرة لأول مرة علنًا.
-
إسرائيل: تقول إن منظوماتها اعترضت "أغلب الصواريخ" وإنها ما زالت تملك اليد العليا.
تصريحات شكارجي تأتي في هذا السياق، لتؤكد أن المواجهة مفتوحة وأن الحرب الإعلامية والسياسية لا تقل ضراوة عن المواجهة العسكرية نفسها.

