مستوطنون يحرقون مسجد ”الحاجة حميدة” في ديراستيا.. جريمة جديدة ضمن سلسلة الاعتداءات على المقدسات

أقدم مستوطنون متطرفون فجر اليوم الخميس على إحراق مسجد "الحاجة حميدة" الواقع بين بلدتي كفل حارس وديراستيا شمال غرب سلفيت، بعدما اقتحموا المكان وسكبوا مواد حارقة داخله وكتبوا شعارات عنصرية على جدرانه الخارجية.
الحادثة أثارت حالة من الغضب والاستنكار في الأوساط الشعبية والرسمية الفلسطينية، خصوصًا أنها تأتي ضمن تصعيد خطير في اعتداءات المستوطنين على المساجد والكنائس منذ السابع من أكتوبر 2023.

تفاصيل عملية الاعتداء على المسجد
قال الناشط ضد الاستيطان نظمي سلمان إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت المسجد في ساعات الفجر الأولى، وقامت بـ:
-
تحطيم إحدى نوافذ المسجد
-
سكب مادة حارقة في الداخل
-
إشعال النار في جزء منه
وقد تسبب الحريق في إتلاف جزء من السجاد وتلوث جدران المسجد، قبل أن يتمكن الأهالي وطواقم الدفاع المدني من السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى باقي أجزاء المسجد.
وأكد سلمان أن الجريمة تأتي في إطار سلسلة اعتداءات منظمة تستهدف المقدسات الإسلامية في المنطقة.
اعتداءات متكررة على المساجد في سلفيت
أوضح الناشط أن هذا الاعتداء ليس الأول، فقد سبق أن أقدم المستوطنون على حرق مسجد الإمام علي بن أبي طالب في ديراستيا، إضافة إلى مساجد أخرى في قريتي مردا وياسوف.
كما تشهد المنطقة تصاعدًا ملحوظًا في اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم، في ظل حماية ودعم مباشر من قوات الاحتلال.
خلفية التصعيد في الضفة الغربية
تشهد محافظة سلفيت وسائر مدن الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال.
هذا التصعيد شمل:
-
اعتداءات يومية من المستوطنين
-
اقتحامات ليلية للقرى
-
استهداف ممتلكات ومزارع
-
محاولات متكررة لتهجير السكان
وزارة الأوقاف تدين الجريمة وتطالب بالحماية الدولية
استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الجريمة التي طالت مسجد الحاجة حميدة، معتبرة أنها تعكس:
"الهمجية التي وصلت إليها آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية".
وأضافت الوزارة أن أماكن العبادة لم تعد آمنة في ظل تزايد الاعتداءات من قبل الاحتلال وقطعان المستوطنين، مؤكدة ضرورة توفير حماية دولية عاجلة للمقدسات في فلسطين.
كما دعت الوزارة إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء وجميع الاعتداءات السابقة التي تُرتكب في وضح النهار دون رادع.
خاتمة
يمثل إحراق مسجد "الحاجة حميدة" جرس إنذار جديدًا يكشف حجم الخطر الذي تتعرض له المساجد والمقدسات الإسلامية في الضفة الغربية، في ظل تصاعد الهجمات المنظمة من قبل المستوطنين تحت حماية الاحتلال.
وتبقى الحاجة ملحة لتحرك دولي جاد يضع حدًا لهذه الاعتداءات المتكررة، ويحمي حق الفلسطينيين في العبادة وحرمة مقدساتهم.

