الحوثيون يعلّقون هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر بشرط استمرار وقف إطلاق النار في غزة

قالت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في رسالة إلى حركة حماس انها ستوقف هجماتها على أهداف داخل إسرائيل وعلى الملاحة في البحر الأحمر مؤكدة علي أن القرار مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتزام وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضافت الرسالة أن الجماعة تتابع التطورات عن كثب، وأنه «إذا جدد العدو عدوانه على غزة فسنُستأنف نشاطنا العسكري داخل عمق الكيان الصهيوني، وسنعيد فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب».
تفاصيل الإعلان
-
البيان الحوثي شدد على أن تعليق الهجمات هو خطوة مؤقتة ومشروطة بامتثال الأطراف المعنية لآليات وقف النار والحماية المدنية في غزة.
-
الرسالة وجهت كذلك تحية ودعمًا لإرادة الفلسطينيين في قطاع غزة، ووضعت على عاتق الاحتلال مسؤولية عدم استغلال الهدنة لمواصلة العمليات أو التوغل.
-
جاء التحرك الحوثي متزامنًا مع جهود وسيطة وتنسيقات إقليمية ودولية تهدف للحفاظ على وقف إطلاق النار وتوسيع ممرات دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
دلالات وإمكانات التطور
-
تعليق هجمات الحوثيين عن الملاحة في البحر الأحمر يخفف مؤقتًا من الضغط على خطوط الملاحة التجارية الإقليمية ويُقلّل من مخاطر تصاعد مواجهة بحرية أوسع تؤثر على الملاحة الدولية.
-
في المقابل، الرسالة تُبقي الباب مفتوحًا أمام تدويل الصراع حال فشل تثبيت الهدنة، إذ توعد الحوثيون بالعودة بقوة إلى استهداف العمق الإسرائيلي وفرض قيود على الملاحة.
-
موقف الحوثيين يضع مسؤولية كبيرة على الفاعلين الدوليين والإقليميين لضمان جدّية الالتزام بالهدنة، لأن أي خرق قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي سريع يشمل طرقاً ملاحية حيوية مثل البحر الأحمر وبحر العرب.
-

سياق إقليمي
-
منذ اندلاع المواجهات في غزة، شهدت المنطقة تحرّكات ومبادرات عدة من فصائل إقليمية ومن دول ساعية إلى ترسيخ هدنة أو تقديم مساعدات إنسانية، في حين كانت هناك مخاوف متزايدة من انتقال الصراع إلى البحر وتهديد شحن التجار.
-
إعلان الحوثيين يعكس أيضًا ــ بحسب محللين ــ محاولات لربط ملفات الردّ الإقليمي بقضية غزة وجعل أي استهداف للقطاع مكلفًا على نطاق أوسع.
انتهاك للهدنة سيقابل برد إقليمي سريع
إعلان الحوثيين تعليق هجماتهم مقابل وقف النار في غزة يمثل مؤشّرًا حساسًا على هشاشة التهدئة؛ فهو يمنح فسحة مؤقتة لخفض التصعيد وفتح نوافذ إنسانية، لكنه في الوقت نفسه يضع شرطًا واضحًا: أي انتهاك للهدنة سيقابل برد إقليمي سريع قد يعمّق دائرة الصراع ويؤثر على حرية الملاحة الدولية في مسارات حيوية.

