الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

رحيل الدكتور زغلول النجار.. العالِم الذي جمع بين الدين والعلم

الدكتور زغلول النجار
-

بمشاعر من الحزن والأسى، ودّع العالم الإسلامي صباح اليوم الأحد الموافق 9 نوفمبر 2025، العالِم والداعية الإسلامي الكبير الدكتور زغلول راغب النجار، الذي وافته المنية في المملكة الأردنية الهاشمية عن عمرٍ ناهز 92 عامًا، بعد رحلةٍ علمية ودعوية امتدت لعقودٍ طويلة، كرّس خلالها حياته لخدمة الإسلام والعلم، وساهم في ترسيخ مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

الداعية الإسلامي المصري زغلول النجار

النشأة والبدايات

وُلد الدكتور زغلول النجار في 17 نوفمبر 1933 بقرية مشال التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، حيث تلقى تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية، وتخرج من كلية العلوم قسم الجيولوجيا بتفوقٍ لافت، ليبدأ مسيرته العلمية التي جمع فيها بين التدريس الأكاديمي والبحث العلمي والدعوة الإسلامية.

مسيرة علمية حافلة

عُرف الراحل بإسهاماته المتميزة في مجال الجيولوجيا، إذ شغل مناصب أكاديمية في عددٍ من الجامعات داخل مصر وخارجها، منها جامعات الملك فهد للبترول والمعادن وقطر والملك سعود وويلز البريطانية. كما قدّم عشرات الأبحاث العلمية المحكمة في مجال تخصصه، إلى جانب مؤلفاته الشهيرة التي تناولت العلاقة بين الحقائق الكونية والآيات القرآنية.

الداعية الإسلامي المصري زغلول النجار

رائد الإعجاز العلمي في القرآن

كرّس الدكتور زغلول النجار سنوات عمره في الدفاع عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكان من أبرز الوجوه التي ساهمت في ترسيخ هذا المجال في العالم الإسلامي. وقدّم مئات المحاضرات والندوات التي حاول من خلالها التوفيق بين العلم الحديث والنصوص الشرعية، مؤكداً أن القرآن سبق العلوم في كثيرٍ من الحقائق الكونية التي لم تُكتشف إلا حديثاً.

حضور إعلامي مؤثر

تميّز الدكتور النجار بحضوره الإعلامي البارز، إذ كان ضيفاً دائماً في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تناولت قضايا الفكر والعقيدة والعلم، وقد لاقت محاضراته انتشاراً واسعاً في الوطن العربي والإسلامي، لما تميز به من أسلوبٍ مبسطٍ ومؤثرٍ يجمع بين المنهج العلمي والإيمان العميق.

تكريم وإرث خالد

نال الدكتور زغلول النجار خلال مسيرته الطويلة تكريمات وجوائز علمية ودينية من مؤسسات كبرى تقديراً لجهوده في نشر العلم والدعوة. وقد ترك وراءه إرثاً ضخماً من الكتب والأبحاث والمحاضرات التي ما زالت تُلهم أجيالاً من الباحثين والدعاة والعلماء.

كلمات وداع

رحل الدكتور زغلول النجار، لكنه ترك بصمةً خالدةً في عقول وقلوب الملايين من محبيه وتلاميذه، الذين يرون فيه نموذجاً فريداً للعالِم المسلم الذي جمع بين العقل والإيمان، وبين المنهج التجريبي واليقين بالله. رحم الله العالِم الجليل وأسكنه فسيح جناته.