الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

استعدادات عسكرية غير معلنة لجماعة الحوثي بعد الضربات الإسرائيلية.. إعادة تموضع وتمويه ميداني واستعداد لجولة أطول في البحر الأحمر

مقاتلي الحوثي بالبمن
-

كشفت مصادر يمنية عن تحركات عسكرية ولوجستية سرية اتخذتها جماعة الحوثي خلال الأسابيع الأخيرة، عقب الضربات الإسرائيلية المتتالية ضد مواقع مرتبطة بها، في مؤشر واضح على استعداد الجماعة لجولة صراع أطول وأكثر تعقيداً في البحر الأحمر واليمن، وسط مخاوف من احتمال تصعيد إسرائيلي – أمريكي يستهدف القدرات العسكرية والقيادية للجماعة الحليفة لإيران.

وأوضح مصدر مطلع في تصريحات أن جماعة الحوثي شرعت في إعادة تموضع شامل لمواقعها الحساسة، إلى جانب تطوير قدراتها في التمويه والتخفي الميداني، وذلك عبر تفريق مواقع الإطلاق والمخازن العسكرية إلى مناطق متعددة لتقليل فرص الاستهداف الدقيق. وأضاف أن الجماعة لجأت إلى إنشاء بنى تحت الأرض واستخدام منشآت مدنية مثل الورش والمرائب ومواقف السيارات المغلقة كغطاء للأنشطة اللوجستية والعسكرية.

مع صعوبة تحشيد مقاتلين.. تعميم حوثي لعقال الحارات بتوفير ضحايا جدد

تعزيز خطوط الإمداد وحماية القيادات

وبحسب المصدر، فقد عززت جماعة الحوثي آليات حركة القيادات في المناطق التي تسيطر عليها، مع تأمين خطوط الإمداد الداخلية لتقليل أثر أي ضربات جوية مباشرة. كما أن الجماعة تعمل على تحسين شبكات الإمداد الساحلية لتفادي الانقطاع الكامل في وصول الوقود والمعدات رغم الهجمات المتكررة على الموانئ والمنشآت الحيوية في رأس عيسى والحديدة.

وأشار المصدر إلى أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة أظهرت نشاطاً ميدانياً لافتاً، تضمن تفريغاً جزئياً للشحنات وتحويل مسارات النقل إلى مرافق بديلة، وهو ما يؤكد استمرار قدرة الحوثيين على تجديد الإمدادات اللوجستية رغم القيود المتزايدة، وإن كان ذلك يتم بكلفة أعلى ومخاطر أكبر.

استراتيجية طويلة الأمد بدعم إيراني خفي

الحوثيون:

وأكد المصدر اليمني أن هذه الإجراءات الممنهجة تكشف عن أن جماعة الحوثي لا تتجه إلى جولة قصيرة من المواجهة، بل تسعى إلى استدامة الصراع على المدى الطويل في أبعاد عسكرية وسياسية متعددة. وأشار إلى أن الدور الإيراني لا يزال محورياً في دعم الجماعة، لكن بأساليب أكثر سرية، تشمل تهريب المكونات الحربية والتقنيات عن بُعد بدلاً من إرسال مستشارين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني كما كان سابقاً.

ولفت المصدر إلى أن إعلان الحوثيين الأخير "التعبئة العامة" يؤكد استعدادهم لمواجهة تصعيد إقليمي محتمل، وأنهم يعملون وفق إستراتيجية ردع مزدوجة تشمل الداخل والخارج، ما يجعلهم في وضع تأهب مستمر ضد أي تحرك عسكري واسع النطاق من إسرائيل أو الولايات المتحدة.

سيناريوهات التصعيد المحتمل

ويرجح المصدر أن جماعة الحوثي، في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي أو أمريكي شامل، سترد عبر تكثيف الهجمات البحرية ضد السفن التجارية والعسكرية الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة بعيدة المدى باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وأضاف أن مؤشرات الميدان توحي بأن الجماعة انتقلت من مرحلة "الدفاع النقطي" إلى الدفاع الشبكي المتطور، القائم على توزيع الوحدات الميدانية والأنظمة العسكرية في شبكة مترابطة ومموهة، قادرة على امتصاص الضربات واستعادة الفاعلية تدريجياً، مما يزيد من صعوبة القضاء على قدراتها في مواجهة مفتوحة.

الحوثيين يستعدون لجولة صراع طويلة الأمد بخبرة إيرانية

هذه التطورات تشير بوضوح إلى أن الحوثيين يستعدون لجولة صراع طويلة الأمد، مدعومين بخبرة إيرانية متراكمة في بناء شبكات دفاعية ولوجستية مرنة. كما أن استمرار تدفق الإمدادات رغم القصف يؤكد أن الجماعة تمتلك قدرة تكيف عالية في بيئة الحرب المعقدة في اليمن والبحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن التحركات الأخيرة قد تدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد العسكري، خصوصاً مع تزايد التوتر الإقليمي المرتبط بالصراع الإسرائيلي – الإيراني بالوكالة، مما يجعل البحر الأحمر ساحة محتملة لمواجهة بحرية وجوية مفتوحة.