الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

رسالة عسكرية صادمة.. 100 جندي وضابط احتياط إسرائيلي يعترفون بانهيار قيم الجيش وارتكاب تجاوزات في غزة

جنود جيش الأحتلال
-

فضيحة تهز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

في تطور جديد يعكس حجم الأزمة داخل الجيش الإسرائيلي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن رسالة موقعة من نحو 100 جندي وضابط احتياط، بينهم رتب تصل إلى مقدّم (لفتنانت كولونيل)، وجّهت إلى رئيس الأركان إيال زمير، تحذر من "تدهور قيم الجيش الإسرائيلي" خلال الحرب الأخيرة على غزة ولبنان والضفة الغربية.

الرسالة، التي وُصفت بأنها الأكثر جرأة وصراحة في تاريخ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تحدثت عن "انهيار واضح في منظومة الأخلاق والانضباط"، واعتبرت أن ما يجري يمثل تهديدًا وجوديًا لصورة الجيش أمام المجتمع الإسرائيلي والعالم.

نصوص تدين الجيش الإسرائيلي

وحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أكد الضباط في رسالتهم أن العديد من الأحداث التي وقعت خلال الحرب تشير إلى "تدهور خطير في مفهوم نقاء السلاح واحترام حياة الأبرياء".

وقالوا في رسالتهم:

"خلال القتال في قطاع غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وقعت، ولا تزال تقع في بعض الأحيان، أحداث لا تتوافق مع روح الجيش الإسرائيلي وقيمه التي تربينا عليها وقمنا بتنشئة مرؤوسينا عليها".

وطالب الموقعون على الرسالة قيادة الجيش بـ"التحرك العاجل لإعادة ترسيخ قيم الانضباط والالتزام الأخلاقي"، مؤكدين أن استمرار هذا النهج "يهدد تماسك الجيش وكفاءته القتالية".

"انهيار الانضباط يضعف الكفاءة العسكرية"

تسريب وثيقة

في الجزء الأخير من الرسالة، شدد الجنود على أن انهيار القيم العسكرية لا ينعكس فقط على سمعة الجيش، بل يضعف قدرته على النصر.
وجاء فيها:

"تجربتنا العسكرية تثبت أن الأماكن التي انهار فيها الانضباط في الحفاظ على قيم الجيش، تضررت فيها أيضًا الكفاءة العسكرية وقدرتنا على الانتصار في الحرب".

هذا المقطع، بحسب محللين عسكريين إسرائيليين، يشير إلى اعتراف ضمني بفشل الجيش في تحقيق أهدافه العسكرية، رغم امتلاكه أقوى الترسانات في المنطقة.

تقرير أممي يؤكد ارتكاب "إبادة جماعية"

تزامن نشر الرسالة مع صدور تقرير عاجل عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، المكلفة من مجلس حقوق الإنسان، أكدت فيه أن إسرائيل ارتكبت “إبادة جماعية” في قطاع غزة.

وجاء التقرير بعد أشهر من جمع الأدلة حول الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن ما حدث في غزة منذ أكتوبر 2023 "يتجاوز وصف جرائم الحرب إلى مستوى الإبادة الجماعية الكاملة".

حصيلة دامية رغم اتفاق وقف إطلاق النار

وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68,875 شهيدًا و170,679 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، في وقت تستمر فيه عمليات الاستهداف المتفرقة في مناطق متفرقة من القطاع.

أزمة أخلاقية تهدد صورة الجيش الإسرائيلي

تثير هذه الرسالة جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، حيث يعتبرها مراقبون دليلًا على تصدّع الثقة داخل المؤسسة العسكرية، في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية غير مسبوقة تتعلق بسلوك جيشها في الحرب.

ويختم أحد الضباط الموقعين بالقول:

“ما يحدث اليوم ليس مجرد أخطاء ميدانية، بل تآكل في جوهر القيم التي كنا نظن أنها لا تتغير. إن لم نتحرك الآن، فسيفقد الجيش ما تبقى من روحه.”