حماس تُقر باستخدام “أساليب خداعية” خلال استخراج رفات رهينة إسرائيلي في غزة.. وإسرائيل تتهمها بـ“التضليل الإعلامي”

في تطور جديد يكشف عن تعقيدات المشهد الميداني داخل قطاع غزة، أقرّت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، باستخدام ما وصفته بـ“أساليب خداعية” خلال عمليات انتشال رفات أحد الرهائن الإسرائيليين، مؤكدة أن الهدف من هذه الإجراءات كان تفادي الاستهداف الإسرائيلي المحتمل للمواقع التي تُستخرج منها الجثث.
خلفية الحدث
وجاء هذا الإعلان بعد أيام من اتهام الجيش الإسرائيلي لحماس بممارسة “التضليل” خلال عمليات البحث عن رفات رهائن قُتلوا في الحرب، ضمن صفقة كانت تقضي بتسليم الحركة 28 جثمانًا لإسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد وثقت طائرة مسيّرة عناصر من حماس أثناء استخراج بقايا جثة من مبنى معد مسبقًا ثم إعادة دفنها في مكان قريب، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل محاولة لتضليل المراقبين الإسرائيليين حول أماكن احتجاز الجثث الحقيقية.
غير أن وكالة فرانس برس أوضحت أنها لم تتمكن من التحقق من صحة التسجيل المصوّر بشكل مستقل، بينما لم يحدد الجيش الإسرائيلي تاريخ أو موقع تصويره بدقة.
رد حماس وتوضيحها
في بيان رسمي صدر الأربعاء، قالت كتائب القسام إن الفيديو الذي بثته إسرائيل “انطلى عليها بالكامل”، مؤكدة أن العملية التي ظهرت في المقطع كانت جزءًا من خطة أمنية تهدف لخداع العدو ومنعه من الوصول إلى الأماكن الحقيقية التي دُفنت فيها الجثث.
وأضاف البيان:
“في إطار الخداع الأمني، اعتمدنا عدة أساليب تكتيكية خلال عمليات استخراج الجثث لمنع إسرائيل من الحصول على معلومات دقيقة، وحماية المجاهدين والمواقع الحساسة من الاستهداف.”
كما نشرت الكتائب مقطع فيديو يظهر عنصرين ملثمين داخل مبنى مدمر وهما يغطّيان وسادة طويلة بملاءة بيضاء قبل وضعها في كيس مخصص للجثامين، في إشارة إلى عملية التمويه
ردود إسرائيلية غاضبة
من جانبها، اعتبرت القناة 14 الإسرائيلية أن إعلان حماس “اعتراف واضح” بممارسة الخداع، وقالت إن هذه التصريحات ستزيد من تعقيد المفاوضات حول تسليم باقي الرفات، وعددهم ستة وفق التقديرات الإسرائيلية.
كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن هذا السلوك “يُظهر استهتار حماس بالقيم الإنسانية” ومحاولتها “توظيف ملف الرهائن لأغراض سياسية وإعلامية”.
أبعاد سياسية وميدانية
يأتي هذا التطور بينما تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار الجديد برعاية مصرية وأميركية حالة من الجمود، مع تزايد الضغوط على تل أبيب وقيادة الحركة لاستكمال تبادل الجثث والمعتقلين.
ويرى مراقبون أن إقرار حماس باستخدام “أساليب خداعية” يعكس تحولًا في تكتيكاتها الأمنية والميدانية، خصوصًا بعد سلسلة من عمليات الاستهداف الإسرائيلية الدقيقة التي طالت مواقع قيادية للحركة خلال الأشهر الماضية.
خلاصة المشهد:
اعتراف القسام بالخداع الميداني يضيف بعدًا جديدًا للحرب الإعلامية والنفسية الدائرة بين حماس وإسرائيل، ويؤكد أن معركة المعلومات والتمويه باتت لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية على الأرض.

