وزير إسرائيلي يهين السعودية بتصريحات مستفزة.. وموجة غضب عربية تجتاح مواقع التواصل -فيديو

أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش موجة غضب عارمة في العالم العربي بعد تصريحٍ مسيءٍ ومهينٍ للمملكة العربية السعودية، أدلى به خلال حديثه عن احتمالات التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
تصريحات الوزير اليميني المتطرف وُصفت بأنها استعلائية وعنصرية، وأثارت ردود فعل غاضبة من مسؤولين ومواطنين وإعلاميين عرب، فيما سارع قادة إسرائيليون إلى التبرؤ منها وتقديم اعتذارٍ دبلوماسي غير مباشر.
التصريح المثير للجدل
قال سموتريتش في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية:
“إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء، لا شكرًا... استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية.”
العبارة التي وُصفت بأنها إهانة متعمدة للشعب السعودي والعالم العربي، أثارت عاصفة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها كثيرون دليلًا على العقلية العنصرية والاستعلائية التي تهيمن على بعض أوساط اليمين الإسرائيلي الحاكم.
ردود فعل عربية غاضبة
سرعان ما تصدّر وسم #السعودية_تستحق_الاحترام و**#سموتريتش_يهين_السعودية** منصات “إكس” و”إنستغرام”، حيث عبّر آلاف المستخدمين من مختلف الدول العربية عن رفضهم واستنكارهم للتصريحات المهينة.
الصحفية اللبنانية ليلى نقولا وصفت الوزير الإسرائيلي بأنه “وقح ومتعالٍ”، فيما كتب أحد النشطاء السعوديين:
“لغة الاستعلاء لا تبني سلامًا ولا تحقق استقرارًا، فالتنمية الحقيقية تبدأ من احترام الشعوب وخياراتها لا من ازدرائها.”
وأضاف آخر:
“من لا يعرف قيمة السعودية سيكتشف عاجلًا أن منطق الغطرسة لا يصمد أمام منطق الدولة والرؤية.”
كما عبّر سعوديون كثر عن فخرهم بالهوية البدوية ورمزية الجمل والصحراء، معتبرين أن الوزير “أساء لنفسه قبل أن يسيء للسعودية”.
انقسام داخل إسرائيل ورد المعارضة
لم تمر تصريحات سموتريتش مرور الكرام داخل إسرائيل نفسها، إذ انتقده بشدة زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي قال عبر حسابه على منصة “إكس”:
“بدلًا من السعي للترويج لاتفاقيات يمكن أن تغيّر وجه الشرق الأوسط، يطلق أعضاء الحكومة تصريحات مؤذية... ليس هكذا يُقاد التغيير، وعلى سموتريتش أن يعتذر.”
وفي منشور آخر كتبه باللغة العربية، وجّه لابيد رسالة مباشرة إلى السعودية قال فيها:
“لأصدقائنا في المملكة العربية السعودية وفي الشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثل دولة إسرائيل.”
هذا الموقف عكس انقسامًا داخل الحكومة الإسرائيلية بين جناحٍ يميني متشدد يعارض تقديم أي تنازلات سياسية في مسار التطبيع، وبين تيارٍ آخر يرى في تحسين العلاقات مع السعودية فرصة استراتيجية لإعادة تشكيل توازنات المنطقة.
دلالات سياسية وتوقيت حساس
تأتي تصريحات سموتريتش في وقتٍ تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إعادة إحياء مبادرة التطبيع بين السعودية وإسرائيل مقابل التزام واضح بإقامة دولة فلسطينية.
ويرى محللون أن هذه الإهانة قد تعرقل المساعي الدبلوماسية الأمريكية وتزيد من التوتر الإقليمي، خصوصًا أن الرياض ترفض التطبيع دون حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية.
الاحترام المتبادل في العلاقات الدولية واسرائيل دولة بلا احترام
أعادت هذه الأزمة إلى الواجهة سؤال الاحترام المتبادل في العلاقات الدولية، وأظهرت أن خطاب الغطرسة السياسية لا مكان له في عالمٍ يتجه نحو التعاون والتنمية.
ورغم محاولات التهدئة، فإن تصريحات سموتريتش تركت أثرًا دبلوماسيًا سلبيًا قد يُلقي بظلاله على مستقبل الحوار بين تل أبيب والرياض، ويؤكد مجددًا أن الكرامة الوطنية خط أحمر في الوعي العربي.