الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

مقتل طالب إعدادي على يد زميله داخل المدرسة بمفك في الرأس تهز قرية الحصص بالدقهلية

الاسعاف
كتب -محمد زغلول -
الدقهلية

شهدت قرية الحصص التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية اليوم الإثنين واقعة مؤلمة، بعدما لقي طالب بالمرحلة الإعدادية مصرعه على يد زميله إثر مشادة كلامية تحوّلت إلى جريمة قتل مروّعة هزّت مشاعر الأهالي والطلاب.

الواقعة المأساوية أثارت حالة من الصدمة داخل المجتمع المحلي، وسط تساؤلات غاضبة حول غياب القيم السلوكية والرقابة داخل المؤسسات التعليمية، وتزايد حوادث العنف بين الطلاب في سن المراهقة.

تفاصيل الجريمة داخل المدرسة

بدأت القصة خلال الفسحة المدرسية، حين نشبت مشادة كلامية بسيطة بين الطالبين داخل ساحة المدرسة، لسبب لم يتضح بعد بدقة، لكنها سرعان ما تحولت إلى شجار بالأيدي وسط محاولة من الزملاء لفضّ النزاع.
وخلال لحظات، استل أحد الطالبين أداة حادة (مفك) كان يحتفظ بها داخل حقيبته، وسدد بها طعنة قاتلة إلى رأس زميله، ليسقط الأخير غارقًا في دمائه أمام أنظار الطلاب والمعلمين، في مشهد صادم لم تشهده المدرسة من قبل.

على الفور، جرى نقل المصاب إلى مستشفى شربين العام، لكن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله متأثرًا بإصابته البالغة، حيث تبين أنه زياد السعيد علي الشافعي (14 عامًا)، طالب بالصف الثاني الإعدادي.

تحرك أمني عاجل وتحقيقات موسعة

تلقّت الأجهزة الأمنية إخطارًا من المستشفى بالحادث، فانتقلت قوة من مباحث مركز شربين إلى المدرسة، وتم فرض طوق أمني حول الموقع.
قامت القوات بفحص مسرح الجريمة، وسماع أقوال عدد من الطلاب والمعلمين الذين أكدوا أن المشادة بين الطالبين لم تكن متوقعة أن تصل إلى هذه الدرجة من العنف، خاصة أن كليهما من أسرتين معروفتين في القرية بحسن السيرة.

تم التحفظ على الطالب القاتل وإحالته للتحقيق، بينما أمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة بدقة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها.

حزن وغضب يجتاحان القرية

خيّم الحزن على أجواء قرية الحصص، وعمّت حالة من الذهول بين الأهالي الذين تجمّعوا أمام المدرسة والمستشفى غير مصدقين أن خلافًا بين طفلين في عمر الزهور قد ينتهي بجريمة قتل داخل حرم تعليمي.
عبّر زملاء الطالب القتيل عن صدمتهم مما جرى، مؤكدين أنه كان محبوبًا من الجميع، هادئ الطباع، ولم يدخل في أي مشاجرات من قبل.

تحليل اجتماعي ونفسي: جرس إنذار للمجتمع

يرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الجريمة المؤسفة تمثل جرس إنذار خطيرًا بشأن تصاعد العنف بين المراهقين في مصر، مشيرين إلى أن غياب التربية الانفعالية والرقابة الأسرية وضعف القيم الأخلاقية داخل المدارس ساهم في تفاقم هذه الظواهر.
ويؤكد علماء النفس أن المراهق في هذا العمر يمرّ بمرحلة اضطراب عاطفي وسلوكي تتطلب متابعة دقيقة من الأسرة والمعلمين، وأن حمل الأدوات الحادة إلى المدارس يعكس خللًا تربويًا خطيرًا يستوجب تدخلًا عاجلًا من وزارتي التعليم والتضامن لوقف نزيف هذه الحوادث.

من الناحية القانونية

وفقًا لقانون الطفل المصري، فإن المتهم الذي لم يبلغ 15 عامًا يُحال إلى محكمة الطفل، ولا يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، بل يخضع لتدابير إصلاحية مثل الإيداع في مؤسسة عقابية أو دار تأهيل لمدة تتناسب مع حجم الجرم وخطورته.
أما إذا ثبت وجود إهمال إداري داخل المدرسة أدى إلى وقوع الجريمة، فقد تُوجَّه تهم الإهمال الجسيم إلى المشرفين أو مسؤولي الأمن داخل المؤسسة التعليمية.

جريمة تهز الضمير

رحل "زياد" ضحية سلوك طائش، لكن صدى الحادثة لن يزول بسهولة من ذاكرة زملائه وأهل قريته.
جريمة قرية الحصص ليست مجرد حادث فردي، بل صرخة ألم في وجه المجتمع كله، تدعو إلى إعادة النظر في منظومة القيم والتربية داخل البيوت والمدارس، قبل أن تتحول مقاعد الدراسة إلى ساحات عنف لا يخرج منها سوى الضحايا.