نتنياهو يعلن ترشحه لرئاسة الوزراء الإسرائيلية في انتخابات 2026.. ويسعى لاتفاق سلام مع السعودية قبل الاقتراع

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، عزمه الترشح رسميًا لمنصب رئيس الوزراء مجددًا في الانتخابات العامة المقبلة المقررة في نوفمبر 2026، مؤكدًا استعداده لخوض السباق رغم الانتقادات الواسعة لأدائه خلال الحرب في قطاع غزة.
نتنياهو يؤكد ترشحه
وخلال مقابلة بثتها القناة 14 العبرية، تلقّى نتنياهو سؤالًا مباشرًا حول نيّته الترشح للانتخابات المقبلة، ليجيب بكلمة واحدة حاسمة: "نعم".
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه حكومته تحديات داخلية كبيرة، من بينها تراجع الثقة الشعبية وتزايد الانتقادات الموجهة إليه بسبب الأداء السياسي والعسكري في حرب غزة المستمرة منذ عام.
خطة الانتخابات المبكرة
وكشفت هيئة "كان" الإسرائيلية في تقرير بثّته مساء الجمعة، أن نتنياهو حدد شهر يونيو 2026 كموعد محتمل لإجراء الانتخابات العامة للكنيست، أي قبل موعدها القانوني بأربعة أشهر، حيث كان من المقرر أن تُجرى رسميًا في 3 نوفمبر 2026.
ووفق التقرير، يسعى نتنياهو لتقديم موعد الانتخابات بعد تحقيق سلسلة من النجاحات الدبلوماسية التي تعزز صورته أمام الناخبين، وعلى رأسها توقيع اتفاقيات سلام جديدة مع السعودية وإندونيسيا، على غرار اتفاقات "أبراهام" التي أُبرمت في عام 2020.
مساعٍ لاتفاق مع السعودية
وبحسب التقرير ذاته، فإن فرص التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية تُعد معقولة، بينما تبقى إمكانية التوصل لاتفاق مماثل مع إندونيسيا ضعيفة في الوقت الحالي.
ويأمل نتنياهو في تحقيق اتفاق واحد على الأقل قبل موعد الاقتراع، ليستخدمه كورقة سياسية قوية في حملته الانتخابية، بما يعزز صورته كـ"رجل الأمن والسلام" في آنٍ واحد.
أطول رؤساء الحكومات بقاءً في المنصب
ويُعد بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني، أطول من تولّى رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل، إذ قضى أكثر من 18 عامًا في المنصب منذ عام 1996 على فترات غير متصلة.
وقد تخللت مسيرته السياسية فترات من الصعود والانتكاسات، لكنه ما زال يحافظ على قاعدة جماهيرية صلبة بين اليمين الإسرائيلي، رغم الاتهامات الموجهة إليه في قضايا فساد، والانتقادات اللاذعة لسياسته تجاه غزة والضفة الغربية.
انتقادات متزايدة وسباق محفوف بالتحديات
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتصاعد فيه حدة الانتقادات الداخلية لأداء حكومته، لا سيما فيما يتعلق بإدارة الحرب في قطاع غزة والملفات الاقتصادية والاجتماعية.
ويرى مراقبون أن إعلان ترشحه المبكر محاولة لتثبيت حضوره السياسي وإعادة توحيد صفوف اليمين قبل اشتداد المنافسة داخل الليكود وخارجه.
الأنظار متجهة إلى الملف السعودي الذي قد يشكل نقطة تحول في مسيرته السياسية.
بينما يواصل نتنياهو رسم ملامح استراتيجيته الانتخابية المبكرة، تبقى الأنظار متجهة إلى الملف السعودي الذي قد يشكل نقطة تحول في مسيرته السياسية.
وفي حال نجح في تحقيق اختراق دبلوماسي جديد في المنطقة، فقد يعود الرجل الذي يوصف بأنه “الناجي السياسي” إلى الواجهة مجددًا، رغم كل العواصف التي تحيط بحكومته.
كيف يؤثر إعلان نتنياهو على خريطة التحالفات في إسرائيل؟
-
تثبيت معسكر اليمين الديني–القومي: إعلان الترشح مبكرًا يمنح نتنياهو وقتًا أطول لإعادة لمّ شمل حلفائه التقليديين (الليكود مع شاس ويهدوت هتوراه، وأحزاب اليمين القومي). لكنه سيحتاج إلى تهدئة تناقضات الشركاء حول ملفات الحرب في غزة، وقضايا التجنيد والميزانيات.
-
منافسة على يمين الليكود ويساره: أي تراجع ميداني أو أزمة أسرى قد يدفع ناخبين يمينيين إلى أحزاب أكثر تطرّفًا، فيما قد يجذب أي اختراق دبلوماسي (خصوصًا مع السعودية) جزءًا من الوسط المتردد. على المقلب الآخر، يسعى الوسط–اليسار لاستثمار السخط على إدارة الحرب والاقتصاد لتوحيد لوائح بقيادة شخصيات أمنية.
-
توازن “الأمن مقابل التطبيع”: نتنياهو سيراهن على سردية “الأمن + تطبيع إقليمي” لتعويض اهتزاز الثقة الداخلية. نجاحه في اتفاق واحد كبير قبل الاقتراع قد يُعيد تشكيل المزاج العام ويمنح حلفاءه مساحات مناورة أكبر في التفاوض على المشاركة الحكومية.
-
عامل العتبة الانتخابية (3.25%) والائتلافات المسبقة: تشرذم الأحزاب الصغيرة قد يُهدر أصواتًا في معسكرَي اليمين والوسط–اليسار. لذلك سيزداد الضغط لعقد تحالفات مسبقة تضمن عبور العتبة، ما قد يُقلّص عدد القوائم ويزيد فرص حكومة ضيقة تُحسم بفارق مقعد أو مقعدين.
-
الداخلي الليكودي والزعامة: الإعلان المبكر يوجّه رسالة ردع لأي طموحات داخلية، لكنه لا يُنهي تمامًا احتمالات صراع مكتوم على مواقع متقدمة في القوائم. قدرة نتنياهو على توزيع الحقائب والوعود ستحدد درجة الانضباط الحزبي خلال الحملة.
إذا اقترن ترشح نتنياهو بـ“إنجاز قابل للتسويق” (تقدم أمني أو اتفاق إقليمي)، فستتعزّز فرصه لإعادة بناء ائتلاف يميني–ديني مستقر. أما في حال استمرار الاستنزاف الميداني والاقتصادي، فستكبر نافذة منافسيه في الوسط واليمين على حدٍّ سواء.