مطلوب سلطة منتخبة من أهل القطاع
دول الخليج تحذر واشنطن: لا دعم لإعمار غزة دون تفكيك سلاح حماس

وجهت عدة دول خليجية هما السعودية والإمارات والبحرين تحذيرًا واضحًا إلى الإدارة الأمريكية، مؤكدة أنها لن تساهم في إعادة إعمار غزة ما لم تفرض واشنطن التزامات صارمة على حركة حماس تتضمن تفكيك سلاحها وتنفيذ بنود الاتفاق الأمني بشكل كامل.
موقف خليجي حازم من ملف غزة
في تطور دبلوماسي لافت، حذّرت السعودية والإمارات والبحرين الإدارة الأمريكية من أن مشاركتها في عملية إعادة إعمار قطاع غزة ستكون مشروطة بتطبيق صارم لبنود الاتفاق الأمني مع حركة حماس، وعلى رأسها تفكيك سلاح الفصائل المسلحة في القطاع.
ونقلت مصادر دبلوماسية خليجية أن الدول الثلاث أبلغت واشنطن بأن أي تمويل أو دعم اقتصادي لغزة لن يتم قبل التأكد من أن السلطة الفلسطينية أو جهة مدنية محايدة هي من تتولى الإشراف الكامل على إدارة الإعمار، وليس حماس أو أي فصيل مسلح آخر.
التحذير الخليجي: "بدون تفكيك السلاح لا إعمار"
وفق المصادر ذاتها، جاء التحذير خلال اتصالات رفيعة المستوى بين مسؤولين خليجيين وأعضاء في الإدارة الأمريكية، عقب تصريحات قيادات حماس الأخيرة التي ألمحت إلى نيتها البقاء في غزة خلال مرحلة انتقال السلطة.
وأكدت الرياض وأبوظبي والمنامة أن إعادة إعمار غزة يجب ألا تتحول إلى غطاء سياسي لإبقاء حماس في الحكم، مشددين على أن الأولوية هي إنهاء عسكرة القطاع وفرض سلطة مدنية منتخبة.
وقال دبلوماسي خليجي في تصريح نقلته وسائل إعلام عربية:
“لسنا ضد المساعدات أو الإعمار، لكن لا يمكننا ضخ الأموال في منطقة لا تزال تحت سيطرة فصيل مسلح.
يجب أن يكون هناك ضمان حقيقي بأن حماس لن تحتفظ بسلاحها بعد الاتفاق.”
الموقف الأمريكي بين الضغوط والتوازنات
من جانبها، تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وفق التقارير) ضغوطًا متزايدة من الحلفاء العرب لضمان التزام حماس بشروط الهدنة، في وقت تحاول فيه واشنطن الحفاظ على توازن دقيق بين متطلبات الأمن الإسرائيلي وضرورة دعم الاستقرار في غزة لتجنب انفجار جديد.
ويؤكد مراقبون أن هذا الموقف الخليجي يعكس نفاد الصبر الإقليمي تجاه استمرار حماس كقوة عسكرية مهيمنة، وسط مخاوف من أن يؤدي الإبقاء على سلاحها إلى عودة الصراع في أي لحظة وإفشال خطط إعادة الإعمار.
سياق إقليمي معقد
يأتي هذا التحرك الخليجي بعد أيام من إعلان قيادي حماس محمد نزال استعداد الحركة لهدنة تمتد بين 3 إلى 5 سنوات، مع تمسكها بالبقاء في غزة خلال مرحلة انتقال السلطة.
وقد أثارت هذه التصريحات قلق العواصم العربية التي تخشى أن يؤدي أي اتفاق هش إلى تكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعقيد مسار التسوية السياسية.
ويرى محللون أن موقف السعودية والإمارات والبحرين يهدف إلى إعادة ضبط التوازن الإقليمي في ملف غزة، وضمان أن عملية الإعمار لن تُستخدم كوسيلة لإعادة تثبيت حماس سياسيًا أو عسكريًا.
مستقبل إعادة إعمار غزة بات مرتبطًا مباشرة بمصير سلاح حماس
تدل المؤشرات الحالية على أن مستقبل إعادة إعمار غزة بات مرتبطًا مباشرة بمصير سلاح حماس، وأن الموقف الخليجي قد يشكل ورقة ضغط قوية على واشنطن لتطبيق اتفاق أكثر صرامة.
في المقابل، تواجه الإدارة الأمريكية تحدي إقناع حماس والفصائل الفلسطينية بقبول شروط التفكيك مقابل الحوافز الاقتصادية المنتظرة.