إعلام عبري يكشف مستقبل إدارة معبر رفح بعد الانسحاب الإسرائيلي.. ضابط فلسطيني يتولى القيادة بدعم مصري ومراقبة أممية

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم عن مستقبل إدارة معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة يأتي ذلك بعد بدء تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، التي تم التوصل إليها خلال قمة شرم الشيخ للسلام في 13 أكتوبر 2025.
وأفادت قناة i24 الإسرائيلية أن اللواء أحمد حمودة، وهو ضابط رفيع في جهاز الحرس الرئاسي الفلسطيني ومن المقربين من الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، تم تعيينه رسميًا قائدًا لمعبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، بمساعدة فريق أمني من الشرطة الفلسطينية الذين تلقوا تدريبات مكثفة في مصر خلال الأشهر الماضية.
عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة معبر رفح
وفقًا للتقرير، يُعتبر هذا التعيين خطوة أولى نحو إعادة السلطة الفلسطينية إلى إدارة المعابر الحدودية، بعد أن كانت إسرائيل قد سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو 2024 خلال عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ويبلغ عمر اللواء أحمد حمودة 52 عامًا، ويشغل منصبه في الأمن الرئاسي منذ عام 2005، حيث يُعرف بخبرته في الملفات الأمنية الحساسة والتنسيق مع الأجهزة الإقليمية والدولية.
ونقلت القناة العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله:
"هذا القرار يعيد للسلطة الفلسطينية جزءًا من صلاحياتها، ويحد من نفوذ حركة حماس في المنطقة الحدودية."
وأشار التقرير إلى أن الفريق الأمني الفلسطيني المكلف بإدارة المعبر يتألف من نحو 50 ضابطًا وشرطيًا خضعوا لتدريب خاص في أكاديمية الشرطة بالقاهرة منذ فبراير 2025، ركز على مكافحة التهريب والتفتيش الإلكتروني وإدارة الحشود.
الدور المصري في إدارة المرحلة الانتقالية
أكدت القناة أن مصر ستلعب دورًا محوريًا في إدارة المرحلة الانتقالية عبر الإشراف التقني واللوجستي على تشغيل المعبر من الجانب الفلسطيني، لضمان سير العمل بانسيابية وتجنب أي اختراق أمني أو سياسي من قبل الفصائل المسلحة.
كما سيتم إعادة فتح المعبر تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة، مع السماح بدخول نحو 500 شاحنة مساعدات يوميًا تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية، وذلك لضمان عدم استخدامه في أنشطة غير إنسانية أو تهريب الأسلحة.
وتشير المعلومات إلى أن الجانب المصري سيواصل التنسيق اليومي مع السلطة الفلسطينية ومراقبين أمميين، في إطار آلية رقابة مشتركة تم الاتفاق عليها خلال قمة شرم الشيخ.
انعكاسات الاتفاق بعد قمة شرم الشيخ
جاء الإعلان عن هذا الترتيب الإداري الجديد بعد التوصل لاتفاق وقف شامل لإطلاق النار في غزة، بوساطة مصرية وبدعم أمريكي، تمخض عنه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق سراح دفعات من الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويُعد معبر رفح أحد أهم الشرايين الإنسانية لغزة، حيث يربطها بمصر والعالم الخارجي، وقد ظل مغلقًا لعدة أشهر خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، إذ أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن نسبة المساعدات التي دخلت القطاع تراجعت بأكثر من 80% خلال عام 2024.
جدل داخل إسرائيل حول القرار
من جانب آخر، أثار القرار انتقادات حادة داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، خاصة من تيارات اليمين المتطرف، حيث وصف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، هذا الترتيب بأنه:
"انتهاك للوعود الحكومية وإعادة لحماس من الباب الخلفي عبر السلطة الفلسطينية."
بينما اعتبرت أوساط أخرى في تل أبيب أن هذه الخطوة ضرورية لتجنب استمرار التوتر العسكري في القطاع، وتهيئة الأجواء لمرحلة إعادة الإعمار والاستقرار الأمني.
معبر رفح.. شريان الحياة لغزة
يُعتبر معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم خارج السيطرة الإسرائيلية المباشرة، وتكمن أهميته في كونه بوابة دخول المساعدات والإمدادات الطبية، وكذلك الطريق الوحيد لسفر المرضى والطلبة.
ويأمل الفلسطينيون أن تسهم هذه الخطوة في إنهاء سنوات من الإغلاق والقيود المشددة، وفتح فصل جديد من التعاون الأمني والإنساني بين مصر والسلطة الفلسطينية.
نقطة تحول مفصلية في المشهد الفلسطيني بعد الحرب
يشكّل تعيين اللواء أحمد حمودة على رأس إدارة معبر رفح نقطة تحول مفصلية في المشهد الفلسطيني بعد الحرب، إذ يعيد ترتيب الأوراق بين السلطة وحماس، ويؤكد دور مصر المحوري في هندسة التوازنات الإقليمية.
ومع بدء تنفيذ خطة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، يبدو أن رفح ستتحول مجددًا من منطقة نزاع إلى بوابة أمل لغزة والعالم.