قمة شرم الشيخ للسلام.. مشاركة دولية واسعة دون حضور إسرائيل أو حماس لبحث مستقبل غزة بعد الحرب

تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة واحدة من أبرز القمم الدولية هذا العام، وهي "قمة شرم الشيخ للسلام"، المقرر انعقادها يوم الإثنين المقبل برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة حول العالم، في وقتٍ لافتٍ يغيب فيه كلٌّ من إسرائيل وحركة حماس عن قائمة الحضور.
قمة سلام بدون طرفي الحرب
أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية في بيان رسمي أن القمة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ضمن رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تسعى إلى إرساء سلام شامل ومستدام في المنطقة.
وقالت الرئاسة إن القمة ستتناول سبل إعادة إعمار غزة، ووضع إطار سياسي جديد لما بعد حماس، إضافة إلى ضمانات أمنية إقليمية تشارك فيها الدول الكبرى والدول العربية المؤثرة.
مشاركة عالمية واسعة
وبحسب ما أوردته قناة "أكسيوس" الأمريكية ومراسل القناة الإسرائيلية "12"، فإن قائمة الدول المدعوة إلى القمة تشمل:
الإمارات، السعودية، قطر، مصر، الأردن، تركيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، باكستان، إندونيسيا، اليابان، الهند، إسبانيا، المجر، أذربيجان، أرمينيا، قبرص، اليونان، البحرين، الكويت، كندا، وإيران.
ومن اللافت أن إسرائيل وحركة حماس لم تتلقيا دعوة للحضور، رغم أن القمة ستتناول مستقبل غزة ما بعد الحرب، وهو ما اعتبره مراقبون تحولاً جذريًا في طريقة إدارة واشنطن للأزمة، إذ تُفضّل الآن إشراك الأطراف الإقليمية دون القوى المتحاربة مباشرة.
قمة السلام.. توقيع خطة “ما بعد الحرب”
وأظهرت نسخة من الدعوة الرسمية التي نشرها موقع "أكسيوس" أن الهدف من القمة هو "توقيع خطة سلام الشرق الأوسط"، التي تتضمن بنودًا تتعلق بـ:
-
وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة.
-
إطلاق مرحلة انتقالية تشرف عليها لجنة دولية.
-
تشكيل مجلس إدارة لإعادة الإعمار والأمن في القطاع.
-
ضمان حرية المساعدات الإنسانية وعودة النازحين.
ومن المنتظر أن يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الإثنين إلى تل أبيب، حيث يُلقي خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي، قبل أن يتوجّه إلى شرم الشيخ للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة.
لقاءات تمهيدية ومشاورات إقليمية
وفي سياق متصل، كشفت مصادر فلسطينية لـ"العين الإخبارية" أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سيجتمع يوم الأحد في العاصمة الأردنية عمان مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ لبحث ملامح الوضع في غزة بعد الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن بلير كان قد ناقش هذا الملف في وقتٍ سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعين منفصلين خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، وسط أنباء عن اختيار بلير لقيادة “مجلس السلام في غزة” بعد الحرب، وفق مقترح أمريكي.
شرم الشيخ تستعد.. والأنظار تتجه إلى مصر
تشهد المدينة المصرية الساحلية حالة استنفار أمني وتنظيمي واسعة استعدادًا لاستقبال القادة والوفود المشاركة. وتم تجهيز قاعات المؤتمرات الدولية والفنادق الكبرى لاستضافة الحدث الذي وصفه دبلوماسيون بأنه “الأهم في مسار الأزمة الفلسطينية منذ عقود”.
وتؤكد القاهرة أن استضافة القمة تأتي ضمن دورها التاريخي كوسيط سلام إقليمي، مشيرة إلى أن الهدف النهائي هو إنقاذ ما تبقى من غزة ووضع إطار دولي دائم للسلام والاستقرار في المنطقة.