صيحات استهجان ضد نتنياهو في تل أبيب خلال احتفال بعودة الأسرى وسط حضور كوشنر وإيفانكا ترامب

شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في احتفال ضخم بمناسبة اتفاق صفقة تبادل الأسرى الذي جاء ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية الخاصة بقطاع غزة، بحضور شخصيات أمريكية بارزة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
مشهد احتفالي ضخم وحضور أمريكي رفيع
شارك في المراسم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، وإيفانكا ترامب ابنة الرئيس، وسط حشدٍ قدّره ويتكوف بأكثر من 100 ألف شخص.
واعتلى ويتكوف المنصة موجهًا كلمة للجماهير قال فيها:
"هذا أجمل مشهد رأيته في حياتي. قلوبنا جميعًا تنبض اليوم في تل أبيب من أجل السلام والوحدة والأمل."
وردد الحاضرون هتافات "شكراً ترامب" في مشهدٍ عكس المزاج الشعبي المؤيد لدور واشنطن في التوصل إلى اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى.
الجمهور يصفر ضد نتنياهو وديرمر
لكن الأجواء تحوّلت فجأة إلى توتر واضح عندما ذكر ويتكوف خلال كلمته اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إذ قوبل الاسمان بصيحات استهجان حادة من الحشود، ما اضطر المبعوث الأمريكي إلى التوقف للحظات قبل أن يقول بهدوء:
"حسنًا… لنكمل."
في المقابل، عند ذكر اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علت أصوات التصفيق والهتافات "شكراً لك يا ترامب"، في إشارة إلى الانقسام الحاد في الشارع الإسرائيلي بين الدعم الشعبي الكبير لدور واشنطن والغضب الواسع من السياسات الداخلية لحكومة نتنياهو.
زيارات ميدانية واتفاق سلام مرتقب
قبل الحفل، التقى ويتكوف وكوشنر في بيت أريئيلا بتل أبيب بعدد من عائلات الأسرى الـ48 الذين أُفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، كما زار الوفد الأمريكي موقعًا عسكريًا شمال قطاع غزة برفقة قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال برادلي كوبر ورئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير.
ونقلت قناة "فوكس نيوز" أن الزيارة جاءت للتحقق من اكتمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في القطاع وفقًا لبنود الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الأخير، بينما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ويتكوف وزامير قاما بجولة داخل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في شمال غزة.
ترامب إلى المنطقة خلال 48 ساعة
ومن المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل صباح الاثنين، حيث سيلقي خطابًا أمام الكنيست، ويجتمع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين أُعيدوا من غزة.
كما كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" أن ترامب سيتوجه لاحقًا إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والمشاركة في قمة شرم الشيخ، المخصصة لتوقيع اتفاق غزة للسلام بمشاركة الدول الضامنة مصر وقطر وتركيا، والمتوقّع عقدها يوم الثلاثاء المقبل.
مشهد يلخص التناقض الإسرائيلي
بين التصفيق الحار لترامب وصيحات الغضب ضد نتنياهو، بدا المشهد في تل أبيب انعكاسًا صريحًا لحالة الانقسام الداخلي في إسرائيل، بين من يرى في الخطة الأمريكية فرصة لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى، ومن يعتبرها تنازلًا سياسيًا خطيرًا.
ويبقى السؤال الأبرز: هل تنجح قمة شرم الشيخ المرتقبة في تثبيت اتفاق غزة للسلام، أم ستظلّ هذه الاحتفالات مجرّد استراحة مؤقتة في حربٍ طويلة؟