مأساة المفقودين في غزة.. أكثر من 9500 شخص ما زالوا تحت الركام بعد 735 يوماً من حرب الإبادة

رغم مرور أكثر من 735 يوماً على اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية، إذ لا يزال 9500 مواطن فلسطيني في عداد المفقودين، وفق ما أعلن عنه المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة اليوم السبت، في بيان يكشف حجم الكارثة التي ألمّت بالسكان المدنيين بعد عامين من الحرب والتدمير الممنهج.
9500 مفقود في غزة.. جرح لا يندمل
أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن عمليات البحث لا تزال مستمرة تحت أنقاض آلاف المنازل والمباني التي دمرتها الغارات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أن أكثر من 9500 شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وأوضح أن فرق الإنقاذ تعمل في ظروف شديدة الصعوبة بسبب نقص المعدات والوقود، لافتاً إلى أن الكوادر تواجه عجزاً كبيراً في الآليات والمستلزمات الطبية، ما يجعل العثور على المفقودين مهمة شبه مستحيلة في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع.
300 ألف نازح يعودون إلى مدينة مدمرة
وأشار الدفاع المدني إلى أن أكثر من 300 ألف مواطن عادوا إلى مدينة غزة منذ بدء وقف إطلاق النار قبل أسابيع قليلة، في محاولة للعودة إلى منازلهم المهدمة أو ما تبقى منها.
لكن الواقع كان أكثر مأساوية؛ إذ كشف المتحدث أن المدينة لم تعد صالحة للحياة، قائلاً:
"لا توجد خيام ولا بيوت جاهزة لإيواء المواطنين العائدين من مناطق الجنوب، والناس ينامون في العراء أو بين الركام، في ظل غياب شبه كامل لأي خدمات إنسانية".
أكثر من 150 شهيدًا منذ أمس فقط
وفي مشهد مأساوي آخر، أعلن الدفاع المدني أنه انتشل أكثر من 150 جثة لشهداء منذ يوم أمس فقط، نتيجة انهيار منازل أو اكتشاف مقابر جماعية جديدة، فيما تلقى أكثر من 75 نداء استغاثة منذ فجر اليوم من مناطق مختلفة في شمال ووسط القطاع.
ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه المخاوف من تدهور الأوضاع الصحية والبيئية نتيجة تراكم الجثث تحت الأنقاض وعدم توفر مياه نظيفة أو كهرباء، وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة في المناطق المنكوبة.
67 ألف شهيد و170 ألف جريح منذ اندلاع الحرب
وبحسب الإحصاءات الرسمية الفلسطينية، فقد استشهد أكثر من 67 ألف مواطن منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما أصيب نحو 170 ألف آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
كما تسبب الحصار والجوع ونقص الدواء في وفاة 460 مواطنًا جراء المجاعة والأمراض، بينهم 154 طفلًا، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من عامين.
العالم يراقب بصمت.. وغزة تنزف
ورغم الهدنة المعلنة، لا تزال غزة تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل بطء وصول المساعدات الدولية وغياب خطة حقيقية لإعادة الإعمار.
ويؤكد مسؤولون محليون أن الوضع الحالي ينذر بـ"كارثة جديدة"، خاصة مع عودة آلاف النازحين إلى مناطق لا تتوفر فيها البنية التحتية أو الملاجئ أو الخدمات الصحية الأساسية.
وفي المقابل، تواصل المنظمات الحقوقية الدولية توثيق الانتهاكات الإسرائيلية التي خلفت دماراً شبه كامل في 70% من أحياء القطاع، معتبرةً أن ما يجري في غزة يمثل إبادة جماعية بطيئة بحق المدنيين.
????️ خلاصة المأساة.. غزة لا تزال تنزف رغم وقف النار
بعد مرور 735 يومًا على بدء الحرب، لا تزال غزة تنزف بصمت، تحمل في قلبها أوجاع 67 ألف شهيد و9500 مفقود وآلاف الجرحى، بينما يقف العالم عاجزًا أمام أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث.
ويبقى السؤال الذي يردده الفلسطينيون اليوم:
"هل سينتهي هذا الكابوس؟ أم أن العالم اختار أن يُبقي غزة تحت الركام إلى الأبد؟"