الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الفائزة بنوبل للسلام ضد السلام.. وتتعهد بنقل سفارة بلادها إلى القدس

ماريا كورينا
-

أثار فوز ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية، بعدما كشفت تقارير صحفية عبرية عن علاقات وثيقة تجمعها بحزب الليكود الإسرائيلي ومواقفها السياسية التي وُصفت بأنها أقرب إلى الصدام منها إلى السلام.

فالمرأة التي كرمتها لجنة نوبل “لنضالها السلمي من أجل الديمقراطية في فنزويلا”، حسب البيان الرسمي، تُعد في الوقت نفسه من أبرز الوجوه الداعمة لإسرائيل في أمريكا اللاتينية، وقد تعهدت بنقل سفارة بلادها إلى القدس فور توليها الحكم، في خطوة تحمل دلالات سياسية تتجاوز بعدها الدبلوماسي.

المعارضة الفنزويلية تقول إن زعيمتها

من “رمز النضال السلمي” إلى “حليف استراتيجي لإسرائيل”

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن ماتشادو وقّعت عام 2020 اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، بصفة كونها رئيسة حزب “فانتا فنزويلا (Vente Venezuela)”.
الاتفاقية، التي وقعها حينها إيلي فيريد حزان مدير العلاقات الخارجية في الليكود (وحاليًا سفير إسرائيل في سنغافورة)، نصت على تعزيز الروابط السياسية بين إسرائيل وفنزويلا المعارضة، وتأكيد “القيم المشتركة للحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر”.

لكن الصحيفة ربطت بين هذا التحالف السياسي القديم وبين مواقف ماتشادو الأخيرة التي تُظهر انحيازًا واضحًا لمحور واشنطن – تل أبيب، خاصة بعد تصريحاتها المتكررة المؤيدة لنقل السفارة الفنزويلية إلى القدس ودعمها لإسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها في أمريكا الجنوبية.

نتنياهو وترامب.. حلفاء “الفائزة بنوبل”

لم يكن مفاجئًا أن يأتي تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب إعلان الجائزة في الاتجاه ذاته؛ إذ أصدر مكتبه بيانًا لم يهنئ فيه ماتشادو، بل أشاد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب معتبرًا أنه “الشخص الذي يستحق جائزة نوبل لأنه جلب السلام بالقوة”.

من جهتها، ردت ماتشادو في منشور على منصة “إكس” قائلة:

“أهدي هذه الجائزة لشعبي الفنزويلي وللرئيس ترامب، لدعمه القاطع لقضيتنا.”

كلماتها أثارت استغراب المتابعين، فالفائزة بجائزة “السلام” تهديها لشخصٍ ارتبط اسمه باتفاقيات سياسية مثيرة للجدل، وبنهج قائم على “الردع العسكري” أكثر من التفاوض.

“القدس أولًا”.. وعد انتخابي مثير للجدل

أعادت ماتشادو تأكيد موقفها خلال تصريحاتها الأخيرة، إذ قالت إنها ستنقل سفارة فنزويلا من تل أبيب إلى القدس دعمًا لإسرائيل، وهي خطوة من شأنها قطع العلاقات مع العالم العربي وتكرار التجربة الأمريكية التي قادها ترامب عام 2018.

ويرى محللون أن هذا الموقف يكشف عن تناقض جوهري بين خطابها السياسي واسم الجائزة التي تحملها، إذ أن “السلام” بالنسبة لماتشادو يبدو مرتبطًا بتحالفات القوة لا بالتسويات الدبلوماسية.

بين نوبل والسياسة

بينما تبرر لجنة نوبل منحها الجائزة بأنها “رمز للنضال المدني ضد الديكتاتورية في فنزويلا”، يرى مراقبون أن القرار يحمل صبغة سياسية واضحة، وأن الجائزة تحولت إلى منبر لتكريس الاصطفاف الغربي في مواجهة الأنظمة اليسارية في أمريكا اللاتينية.

فماتشادو ليست فقط معارضة لمادورو، بل هي أيضًا واجهة لتحالف فنزويلي–إسرائيلي–أمريكي، وتُعد اليوم حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل في القارة اللاتينية، بحسب التقرير العبري.

وقّعت اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي عام 2020.

  • الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2025 ماريا كورينا ماتشادو وقّعت اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي عام 2020.

  • تعهدت بنقل سفارة فنزويلا إلى القدس فور توليها الحكم.

  • أهديت الجائزة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمًا لتحالفهما السياسي.

  • مكتب نتنياهو اعتبر ترامب “من يستحق الجائزة” لا ماتشادو.

  • الجائزة تثير جدلًا حول تسييس “السلام” وربطه بالمحاور الغربية.