الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من مدينة غزة قبل المصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار

انسحاب جيش الاحتلال من غزة
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

انسحاب مفاجئ قبل المصادقة الرسمية

ذكرت وسائل إعلام عبرية صباح اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من مدينة غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تصادق بعد على الاتفاق رسميًا.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية، كانت تقاتل في مدينة غزة ومخيمات اللاجئين بضواحيها، بدأت بإجلاء قواتها خلال الليلة الماضية، في خطوة مفاجئة سبقت التصديق الحكومي على الاتفاق.

ويضم كل تشكيل عسكري من هذه الفرق أكثر من 8000 جندي، ما يعني أن الانسحاب الجاري يُعد من أضخم التحركات العسكرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب على غزة.

إعلام إسرائيلي: سحب لواء غولاني من غزة بعد خسائر كبيرة | أخبار | الجزيرة نت

خطة ترامب تدخل حيز التنفيذ جزئياً

الانسحاب جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على حسابه الرسمي عبر "تروث سوشيال"، أن إسرائيل وحركة حماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطة واشنطن لوقف القتال في غزة، والتي جرى التفاوض بشأنها خلال ثلاثة أيام من المحادثات غير المباشرة في منتجع شرم الشيخ المصري.

وقال ترامب في منشوره:

"نشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا على جهودهم الكبيرة. هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم."

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحكومة الإسرائيلية ستجتمع مساء اليوم الخميس للمصادقة على الاتفاق رسميًا، إلا أن القوات بدأت فعليًا بالانسحاب الميداني قبل الاجتماع المتوقع.

أسباب الانسحاب المبكر من مدينة غزة

بعد

كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن الأسباب وراء هذا التحرك المبكر، مشيرة إلى أن الجيش يخشى الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين الذين سيبدأون العودة إلى مناطقهم شمال القطاع اليوم بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وقالت القناة إن القوات تستعد لمغادرة المدينة وضواحيها بالكامل لتجنب أي مواجهات محتملة مع عشرات الآلاف من النازحين الذين يتوقع أن يتجهوا شمالاً فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

اجتماع لقادة جيش الاحتلال اليوم استعداداً لتسريع عملية احتلال غزة - TRT عربي

المرحلة الأولى من الاتفاق – البنود والمضمون

بحسب ما نقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولى من خطة التسوية تشمل ما يلي:

  1. وقف إطلاق النار الشامل في جميع مناطق القطاع.

  2. انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من مدينة غزة إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر" وهو أول خطوط الانسحاب المنصوص عليها في خطة ترامب.

  3. إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء دفعة واحدة من الطرفين.

  4. السماح بدخول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين إلى منازلهم أو ما تبقى منها بعد الدمار الكبير.

وأكدت الهيئة أن القوات المنسحبة ستتمركز مؤقتًا عند "الخط الأصفر"، على أن يُسمح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم بعد مرور 24 ساعة على تصديق الحكومة رسميًا على الاتفاق.

الجيش الإسرائيلي في "وضع معقد"

أشارت صحيفة معاريف إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه الآن وضعًا ميدانيًا معقدًا للغاية، إذ يخشى من أن تحاول حركة حماس التصعيد خلال الفترة الفاصلة بين توقيع الاتفاق وبدء سريانه رسميًا.

وقالت الصحيفة إن "القلق يتركز في احتمالين":

  • أن تحاول حماس استخدام ما تبقى لديها من الأسلحة قبل تسليمها إلى طرف ثالث.

  • أو أن تطلق ما تبقى من ذخيرتها نحو القوات الإسرائيلية داخل القطاع أو باتجاه مستوطنات الغلاف.

وأضافت أن هناك مخاوف من تنفيذ هجمات استعراضية مثل استهداف الجنود أو تنفيذ عمليات قنص، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد محاولات من هذا النوع خلال الأيام الأخيرة.

بيان الجيش الإسرائيلي

وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:

"استمرارا لتوجيهات المستوى السياسي وبناءً على تقييم الوضع، بدأنا بالاستعدادات العملياتية تمهيدا لتنفيذ الاتفاق، ويجري في هذا الإطار تحضيرات وإجراءات ميدانية للانتقال إلى خطوط انتشار جديدة في الفترة القريبة."

وأضاف البيان أن "الجيش يواصل انتشاره الميداني واستعداده لأي تطور عملياتي محتمل"، مؤكداً أن "الانسحاب يأتي ضمن خطوات تنفيذية مدروسة ومتفق عليها مسبقًا."

عودة الفلسطينيين إلى الشمال بعد النزوح

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن أكثر من 800 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب.

وبحسب ما نص عليه الاتفاق الجديد، فإن جميع هؤلاء النازحين سيكون بإمكانهم العودة إلى مناطقهم تدريجيًا فور سريان الهدنة، تحت إشراف لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين من مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة.

بداية لمرحلة جديدة

يمثل الانسحاب الإسرائيلي من غزة أول خطوة عملية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد عام من الحرب المدمّرة التي شهدها القطاع.
وبينما رحبت الأطراف الوسيطة بالاتفاق باعتباره "اختراقًا سياسيًا وإنسانيًا"، يرى محللون أن نجاحه الحقيقي سيُقاس على الأرض، بمدى التزام إسرائيل وحماس ببنوده وعدم انهياره أمام الضغوط الميدانية.

وفي الوقت الذي تعود فيه الحياة تدريجيًا إلى شوارع غزة، يترقب العالم ما إذا كانت هذه الهدنة ستكون بداية سلامٍ مستدامٍ أم هدنة مؤقتة في حربٍ طويلة الأمد.